الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب ارتجاف اليدين والرجلين في بعض المواقف الاجتماعية؟

السؤال

أسأل الله أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية.

أنا إنسان طبيعي ولله الحمد، لكن تأتيني بعض الحالات عند مواجهة بعض الأشخاص المسؤولين أو الذين لهم مقام عال في عملي، أو عند تقديم القهوة للضيوف في منزلي، وهي أني أشعر بارتجاف في اليدين والرجلين، وبقوة في نبض القلب، ولا أعلم ما هذه الحالة، علماً أن لدي الشجاعة في التحدث مع جميع الأشخاص بكل طلاقة مهما كان مقامهم.

أسأل الله أن يوفقكم، ويشرح صدوركم، وييسر أموركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه حالة بسيطة جداً من حالات القلق النفسي، والذي يُسمى بالرهاب الاجتماعي البسيط والظرفي، أي أن الإنسان حين يواجه موقفاً معيناً يُصاب بشيءٍ من الرهبة، وهذه الرهبة تؤدي إلى إفراز مادة في داخل الجسم تُعرف باسم الأدرنالين، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وكذلك الرعشة باليدين، وربما يكون هنالك بعض الشعور بالضيق في الصدر وشيءٍ من الخوف.

أيها الفاضل الكريم! القلق الاجتماعي كثير جداً ومنتشر، وحالتك تعتبر من الحالات البسيطة، والعلاج هو أن تتجاهل هذا الخوف، وتقول لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ فهم بشر مثلي مهما علا شأنهم) وحين تنزل الإنسان إلى أنه بشر يخطئ ويصيب، ينام ويقوم، ويذهب إلى الحمام ويقضي حاجته، ويمرض ويموت، فهذا إن شاء الله تعالى سوف يخفف عندك الرهبة كثيراً، ففكر في مثل هذا الوضع، وحين تقوم بمثل هذه الأعمال مثل أعمال الضيافة وصب القهوة تذكر أنك تقوم بعمل طيب وجليل، وهذا فيه شيء من الإكرام، أي لا تحقر من عملك الذي تقوم به، فارفع من شأن نفسك، ولا أقول لك قلل من شأن الطرف الثاني، ولكن أنزله إلى الوضع الإنساني الذي تحدثنا عنه.

نصيحة أخرى: لا تتجنب هذه المواقف، بل أكثر منها، وأنصحك بصفةٍ عامة أن تكثر من تواصلك الاجتماعي، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية المفيدة، مثل ممارسة الرياضة الجماعية، كلعب كرة القدم، والمشاركة في تلاوة حلقات القرآن، فهذه كلها أمور تواصلية اجتماعية ذات فائدة علاجية عظيمة.

في نهاية الأمر أريد أن أصف لك دواء فعالاً وممتازاً، ويزيل عنك هذا الذي أنت فيه، يعرف باسم زيروكسات، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة -أي 10 مليجرامات- ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبةٍ كاملة -أي 20 مليجرامات- لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

هنالك دواء آخر بسيط مساعد يُعرف باسم أندرال، أرجو أن تتناوله بجرعة 10 مليجرامات صباحاً و10 مليجرامات مساءً لمدة شهرين، ثم 10 مليجرامات صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، هذه أيها الفاضل الكريم من الأدوية السليمة والممتازة والفعالة جداً، وإن شاء الله بتناوله وتطبيق الإرشادات السابقة سوف تجد أن هذا الخوف قد اختفى تماماً.

هنالك أيضاً تمارين تُعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تطبقها، ويمكنك الحصول على كتيب أو شريط أو سي دي من إحدى المكتبات يشرح هذه التمارين وكيفيتها، أو تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وهناك علاجات سلوكية يمكنك مراجعتها من خلال هذه الروابط: ( 259576 - 264538 ) .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً