الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض الأعراض النفسوجسدية وعلاقتها بالقلق الاكتئابي وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، أنا أعاني من أعراض كثيرة، أهما: القلق، واضطرابات في النوم، وكسل وخمول، وأرق، وضيق في التنفس، وسخونة داخل الجسم، وحرارة في البطن، وإسهال، وفي أكثر الأحيان فقد الشهية، وغثيان، منهم من قال أنه سحر، ومنهم من قال عين، وهو كلام مشايخ الرقية الشرعية، ومنهم من قال القولون العصبي، ولم تشخص حالتي إلى الآن.

أرجو منكم تشخيص حالتي وتوجيهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كما تلاحظ، فإن الأعراض التي تعاني منها يمكننا أن نقسمها إلى شقين:

الشق الأول: الجانب النفسي، والذي يتمثل في القلق كعرض أساسي، والضيق الذي تعاني منه بصفةٍ عامة.

أما الشق العضوي -وهو الأكثر- فيتمثل في الكسل والخمول، واضطرابات النوم، والسخونة العامة في الجسم، والإسهال، وفقد الشهية، والغثيان، وهذه الحالة نسميها بالحالة النفسوجسدية، أي أن هنالك مكوناً نفسياً وهنالك مكوناً جسدياً، وهذا واضح جداً في حالتك، وقد وصل العلماء إلى أن تشخيص مثل هذه الحالات التي عرضتها يسمى بالقلق الاكتئابي، أي أن لديك قلقاً نفسياً، وهذا القلق تمازج معه اكتئاب نفسي من الدرجة البسيطة، وأعراض القولون العصبي في الأصل ناشئة من أسباب نفسية، لذا سميت بالقولون العصبي أو العصابي.

أرجو أن تكون اتضحت لديك الصورة؛ لأن معرفة التشخيص هي الأساس للعلاج، والإنسان حين يعرف تشخيص حالته فإنه يطمئن كثيراً، وأنا أؤكد لك أن القلق الاكتئابي من الحالات الشائعة، ويعتبر من الحالات البسيطة، والقلق في كثيرٍ من الأحيان يكون جزءاً من التكوين النفسي للإنسان.

العلاج أيها الفاضل الكريم يتمثل في الآتي:

أولاً: أرجو أن لا تتنقل بين الأطباء كثيراً، وأنا أقول لك ذلك لأن التجارب علمتنا أن الذين يعانون من هذه الأعراض يتنقلون كثيراً بين الأطباء، وكثرة معاينة الأطباء قد تؤدي إلى شيء من التوهم المرضي.

ثانياً: حالتك من الحالات البسيطة كما ذكرنا، ولا أعتقد أن لها علاقة بالعين أو السحر، لكن المسلم يجب دائماً أن يحافظ على صلواته وأذكاره، وتلاوة القرآن، وأن يرقي نفسه..هذه مطالب رئيسية للمسلم، وكل من يمارسها ويحرص عليها سوف يجد نفسه مطمئناً، ويصل إلى قناعة أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وإن وجد سحر أو عين فهذه هي طريق العلاج لأن الله خير الحافظين.

ثالثاً: عليك بممارسة الرياضة؛ لأنها تؤدي إلى توليد طاقات نفسية جديدة، وتزيل الأعراض النفسوجسدية، خاصة المتعلقة بالكسل والخمول وأعراض القولون العصبي.

رابعاً: عليك أن تكون مجيداً في إدارة وقتك، ومستثمراً وقتك بصورة صحيحة، فاجعل لنفسك محطات أساسية في اليوم تتحرك من خلالها، ولابد أن تعطي العمل حقه، ولابد أن تعطي الراحة حقها، وكذا الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والعبادات، وتطوير المهارات، ويا حبذا لو انخرطت في أي أنشطة ثقافية واجتماعية، مثل حضور حلقات التلاوة، فهي تطمئن الإنسان، وتجعله يعيش في راحة بال وسكينة..هذه أنشطة أنصحك بها.

أخيراً: سوف أصف لك أدوية يُعرف عنها أنها جيدة وممتازة وفعالة جداً في علاج مثل هذه الحالة، الأول منها وهو الدواء الرئيسي يُعرف باسم لسترال، واسمه الآخر هو زولفت، واسمه العلمي هو سيرترالينSertraline، وهنالك دواء إضافي بسيط مدعم يعرف باسم فلوناكسول.

تناول السيرترالين بجرعة (50) مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، وبعد الستة أشهر اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء المساعدة وهو الفلوناكسول، فجرعته هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام يومياً لمدة خمسة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، واستمر في تناول السيرترالين حسب المدة التي أوصيناك بها .

نرجو أنك نكون قد أوضحنا لك التشخيص وطريقة العلاج، والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً