الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على المواجهة والدفاع عن النفس حتى بالكلام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على ما تقومون به من خدمة جليلة لخدمة المسلمين، فجزاكم الله خيراً، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاماً، تعرضت قبل 5 سنوات لموقف عشت من بعده جباناً لا أستطيع أن أدافع عن نفسي من أي شخص، ولو كان أصغر مني، ولو كان التعدي عليّ بالكلام فقط، فلا أستطيع أن أردّ، والموقف هو أنني خفت بشدة، وأحسست أن أحداً رماني بشيء ثقيل في داخلي.

عندما تشاجر والدي مع شخص آخر، وحين هممت بضرب المعتدي بالنار إذا به ولد عمتي، فعندها انهرت وتوقفت مكاني، وحاولت أن أمشي لأفض الاشتباك فما استطعت إلا بشدة، وبعد هذا الموقف صرت جباناً لا أستطيع مقاومة أي شخص إطلاقاً، وأي مشكلة تحدث لي - ولو كانت بسيطة - تكبر في عيني وتصير مثل الجبل، والمشكلة في مواجهة المشكلة حتى بالكلام، لا أستطيع أن أدافع عن نفسي حتى بالكلام، يتملكني رعب شديد، فلا أستطيع أن أنطق بكلمة.

أرجو مساعدتكم لي، وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحادثة التي حدثت كان لها تبعات سلبية على صحتك النفسية، وهي كخبرة سالبة أدت إلى درجة بسيطة مما يسمى برهاب الأداء، والذي ظهر في شكل رهاب اجتماعي بسيط لديك.

أخي الكريم! يجب أن تواجه الحقيقة الهامة، وهي أن الإنسان لا يستطيع أن يعالج مخاوفه إلا من خلال مواجهته وتحقيره وتجاهله، وأود أن أؤكد لك أن قواك وخبراتك وسماتك كلها موجودة لديك، فقط هذه القوة النفسية والوجدانية والجسدية التي لديك أصبحت الآن مختبئة، فبشيء من الإرادة، وبشيء من الإصرار، وبشيء من الثقة بالنفس تستطيع أن تُخرجها وتستفيد منها.

أخي الفاضل! من المهم جدّاً أن تعالج هذا الرهاب البسيط من خلال مواجهات اجتماعية يُعرف عنها أنها جيدة ومفيدة، ولا تُشعر الإنسان بالحرج أبداً، مثلاً أن تمارس رياضة مع مجموعة من الأصدقاء مثل رياضة كرة القدم أو الجري أو المشي، هذا يجعلك تختلط بهم وتتفاعل معهم بصورة إرادية ولا إرادية، وهذا يرفع من ثقتك في نفسك، أن تحضر حلقات العلم، وأن تنضم إلى حلقات التلاوة، لاشك أن هذا محيط فيه الكثير من الطمأنينة، وفيه التعرف على إخوة أفاضل، وهذا يرفع ويزيد من المهارات الاجتماعية، أن تعمل برامج أسبوعية تزور من خلالها الأهل والأرحام والأصدقاء، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تنضم إلى الجمعيات الخيرية والثقافية، هذا كله يعطيك الدافع النفسي الإيجابي، ويزيل عنك هذه المخاوف، وأنصحك أن تكون متفائلاً حول المستقبل، فأنت لك مقدرات وسمات طيبة وإيجابية.

سأصف لك أحد الأدوية الممتازة والفاعلة لعلاج القلق والرهاب والمخاوف، كل الذي يحدث لك من تضخيم وتجسيد للمشاكل البسيطة هو ناتج من القلق الرهابي، ومن أفضل الأدوية التي سوف تساعدك وتزيل هذه الأعراض دواء يعرف علمياً باسم (سيرترالين) وله عدة مسميات تجارية منها (لسترال) و(زولفت) وربما يكون له مسميات أخرى في اليمن.

تناول هذا الدواء بجرعة خمسين مليجراماً - أي حبة واحدة - تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول السيرترالين.

بجانب هذا الدواء هنالك دواء آخر مساعد وجيد وبسيط، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة - أي نصف مليجرام؛ لأن هذه هي قوة الحبة - تناولها يومياً وبانتظام في الصباح ولمدة ثلاثة أشهر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ali

    tanck chokra

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً