الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج النفسي للشعور بالتنميل في الرأس بعد التأكد من الأمراض العضوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسألكم بخصوص والدتي، فهي منذ شهرين لم تنم، بعد ذلك ذهبت لأطباء كثر، وعملوا لها تخطيط الرأس، وليس بها شيء -والحمد لله- وأعطوها حبوباً منومة، ولا فائدة.

بعدها بشهر تعدلت أوضاعها وصارت تنام، لكن تقول: إنها تحس كأن في رأسها تنميلاً وبرودة، وتحس كأن في رأسها عرقاً على حسب وصفها.

قبل أسبوعين ذهبت للمستشفى، وعملت أشعة، قالوا: إنه يوجد في رأسها قطع بيضاء، وحولوها للطوارئ، وعملوا لها تحاليل الدم، ورنيناً مغناطيسياً، والدم سليم والرنين قالوا: يوجد فيه بؤر بيضاء.

عملوا لها أيضاً تحليلاً بالخزعة وقالوا لها: سليم، ومن المحتمل ألا تظهر النتيجة، وأنا خائف على والدتي، وأريد أن أعرف ما بها أتمنى منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي جداً أن تشفق على والدتك، وهذا دليل -إن شاء الله- على برك بها، نسأل الله لها العافية والشفاء.

أيها -الفاضل الكريم-: والدتك الآن تقوم بالإجراءات والفحوصات السليمة والصحيحة، والرنين المغنطيسي يوضح وضع خلايا الدماغ بصورة جلية، وهذه البقع البيضاء التي وجدت يمكن أن تكون ناتجة من عدة أسباب، فهنالك الجلطات البسيطة جداً التي لا تلاحظ، وليس لها أي آثار سلبية، قد تؤدي إلى ظهور هذه البقع.

هنالك أمر آخر، وهو أن الغطاء الخاص بالخلايا العصبية قد يفقد في بعض الأحيان، وهذا أيضاً قد يؤدي إلى ظهور هذه البقع البيضاء، وأعتقد أن الصورة سوف تتضح، والعينة ما دامت سليمة، فهذا يعني أنها لا تعاني من الأمراض الشديدة، مثل المرض الذي يعرف بالتصلب اللويحي أو المتصلب المتعدد.

هذه من الأمراض التي تعطي صورة مثل التنميل والبرودة وضعف الإحساس واضطرابه في أماكن معينة من الجسد، وأنا أريدك أن تتواصل مع طبيب الأعصاب، وبعد أن تعطى الشهادة الكاملة بأنها لا تعاني من أي مرض عضوي، يكون الأمر نفسياً، وبعض أمراض الاكتئاب البسيطة، والقلق النفسي قد يؤدي أيضاً لمثل الأعراض التي ذكرتها، والفاضلة والدتك تعاني منها، وهذه علاجها بسيط جداً.

هنالك دواء يسمى دوجماتيل (Dogmatil) واسمه العلمي سلبرايد (Sulipride) تناوله بجرعة (50) مليجرام صباحاً ومساء، قد يكون مفيداً أيضاً إضافة مضادة بسيطة للاكتئاب مثل سبرالكس بجرعة صغيرة (5) مليجرام يومياً، لمدة ثلاثة أشهر قد يكون مفيداً.

لا أريد أبداً أن تأخذ هذه الخطوة، أي أن تحضر الأدوية إلى والدتك، ولكن وددت أن أضع لك كل الاحتمالات الخاصة بالأمراض العضوية، والخاصة بالأمراض النفسية، فكلها -إن شاء الله- سيكون مآلها إلى الحل، واصل مع طبيب الأعصاب ولا تخف وتوكل على الله وادع لوالدتك، وهذه المشاعر هي رحمة في قلبك، وليس هنالك ما يجعلك تخاف.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لها العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً