الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرياضة والتخيل من الوسائل السلوكية المفيدة للتخلص من الرهاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الرياضة والتخيل -أي تتخيل نفسك أنك لا تعاني من الرهاب وأنك في أحسن حال- لهما دور فعّال في علاج الرهاب المتوسط؟ وأيهما أقوى في المعالجة التخيل أم الرياضة؟

ونشكركم على الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن كلاً من الرياضة والتخيل هما من الوسائل العلاجية الممتازة لعلاج الرهاب، والتخيل الذي نعنيه يجب أولاً أن يقوم على تصحيح المفاهيم؛ حيث إن الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أو أي نوع من الرهاب دائماً تجد لديهم مفاهيم خاطئة حول أنفسهم، مثلاً يأتيهم الشعور أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف أو أن الواحد منهم سوف يُصاب بالدوار أو الدوخة ويسقط أرضاً أو أنه سوف يتلعثم أمام الآخرين أو أنه ملاحظ ومراقب من قبلهم... وهكذا، يجب أن يكون هناك خيال مكثف قائم على هذا النوع من التفكير.

ثانياً: الخيال يجب أن ينتقل بالإنسان ويذكره بمقدراته، أيّاً كانت هذه المقدرات، ويكون هنالك تركيز على السمات الإيجابية.

ثالثاً: التخيل يجب أن يشمل كما تفضلت أنك في أحسن حال، وأنك تقوم بدورك بفعالية، وأنك لست بأضعف من الآخرين ولست بأقل منهم، فهذا يا أخي الكريم نوع من التخيل المطلوب.

وهناك نوع من التخيل الجيد أيضاً، وهو التخيل الذي يقوم على الأمل، أن تُصبح ذا شأن، أن تُصبح إنساناً يُشار إليه بالبنان، أن تُصبح عالماً، أن تكون صاحب مبادرات في مساعدة الآخرين، أن تتميز في العمل الخيري والاجتماعي، هذا نوع من التخيل الممتاز الذي يقهر الرهاب، ولابد أيضاً أن تتخيل نفسك أنك في موقف اجتماعي مضاد لحالة الرهاب، أي أنه لابد أن تقوم بعمل ما، مثلاً إذا كان هناك جنازة وكنت أنت الشخص الوحيد المؤهل لأن تصلي بهذه الجنازة، فهذا موقف لابد أن لا تكون فيه رهبة، لابد أن لا يكون فيه خوف، هذا موقف فيه شيء من المسئولية الكبيرة، هذا النوع من الخيالات كله يفيد.

أما بالنسبة للرياضة فالرياضة لها أثر بيولوجي وفسيولوجي، الرياضة تساعد على إفراز الكثير من المواد التي اتضح أنها تؤدي إلى استقرار النفس واسترخائها وسكينتها، والرياضة أيضاً تحسن من مستوى النوم، وتؤدي إلى ذوبان الانفعالات السلبية، هذه ميزة عظيمة، فإذن الرياضة مفيدة من هذه الناحية.

والرياضة أيضاً لها فائدة ممتازة في علاج الرهاب، خاصة الرياضة الجماعية؛ لذا ننصح بها كثيراً، فمثلاً إذا بدأ الواحد يلعب كرة القدم مع مجموعة من زملائه، هنا لابد أن يكون الكثير من أنواع التفاعل الاجتماعي، أن تطلب من زميلك أن يلعب لك الكرة، وتراقب هذا وذاك، هذا كله تفاعل اجتماعي، فإذن الرياضة ممتازة في علاج الرهاب والخوف والقلق.

وأما أيهما أقوى في المعالجة فمن وجهة نظري أن كلاهما مفيد، ولكن التخيل إذا أجاده الإنسان وطبقه بأُسس وضوابط ومعايير عالية فهو أفضل، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً