الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق الظناني المتعلق بالخيانة الزوجية والطابع الوسواسي؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي هي في الأصل زوجي منذ أن تزوجت؛ حيث أنني أشك في خيانته لي، ومع الأيام أصبح عندي قلق من هذا الموضوع، ومنذ حوالي 3 أشهر أصبحت إذا ذكر أمامي أي موضوع يتعلق بالخيانة، أو ذكرت سيرة أي شخص منحرف أمامي، فإني أشعر بأن شيئاً ضرب في جسمي؛ مما يؤدي إلى اصفرار لون وجهي وارتباكي، وهو شيء يلاحظه الجالس أمامي بوضوح؛ مما أدى بي إلى انعزالي عن الناس وحبس نفسي في بيتي؛ لأني أخاف إذا تكررت المواقف أن أصبح مدانة، وأن أفهم بطريقة خاطئة، وأصبحت دائمة البكاء، عصبية على أولادي، لا أخرج من المنزل، وخصوصاً وحدي، لخوفي أن يتكلم عني، صارحت أهلي، ولكنهم ضحكوا علي واتهموني بالهبل، حتى أن جاراتي يستغربن من تصرفي.

مع العلم أني ملتزمة بأمور الدين، لم أغلط في حياتي أبداً، صليت لربي، دعوت، بكيت، ولكني طوال الوقت عقلي ينشغل، لو قلت كلمة أظل أفكر فيها، لماذا قلتها؟ ماذا سيقولون عني؟ حياتي تعيسة، لولا خوفي أن أموت كافرة لانتحرت وارتحت من عذابي، أرجوكم ساعدوني، أخشى أن أذهب إلى الطبيب لخوفي ماذا سيقول عني؟ وهل سيصدقني أم لا؟

كذلك أعاني من خوف من الناس، ويصفر وجهي عند مقابلتهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن صيغة رسالتك أستطيع أن أستنتج وأستنبط أن شكوكك حول زوجك وخيانته غير مؤسسة، وحقيقة هو نوع من القلق الظناني كما نسميه، وقد أخذ الطابع الوسواسي.

الذي أنصحك به هو أن لا تبحثي عن الوسائل التي تؤدي إلى إدانة زوجك من وجهة نظرك، أي لا تبحثي في تلفوناته وأغراضه مثلما تفعل بعض الزوجات، هذا يزيد من الشكوك، ويثبت الشكوك، ما دامت لا توجد قرائن ودلائل وإثباتات فيجب أن تتعاملي مع هذه الأفكار التي تأتيك كأفكار وسواسية ظنانية مرتبطة بالقلق النفسي، وعليك أن تدعي لنفسك ولزوجك، هذا مهم جدّاً.

الأمر الثاني هو: أن تديري وقتك بصورة فاعلة وجيدة، وتشغلي نفسك بأمور بيتك، وأن تكوني أكثر اهتماماً بشأن زوجك، هذا سوف يقدره لك، وفي نفس الوقت سوف يجعلك أكثر قُرباً منه، وهذا يقلل من هذه الشكوك والوساوس الظنانية.

أيتها الفاضلة الكريمة: في مثل هذه الحالات نحن ننصح أيضاً بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والوساوس، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين)، يا حبذا لو بدأت في تناوله بجرعة خمسين مليجرام، تناوليها ليلاً، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم اجعليها مائة مليجرام، تناوليها ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، هذا الدواء دواء بسيط وجيد ويزيل القلق والشكوك، وكذلك الوساوس.

انظري لحياتك بإيجابية، ليس هنالك ما يدعوك للتفكير في الانتحار، أنت مسلمة، لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، ولا تدعي للشيطان مجالاً لينسيك كل ما هو طيب وجميل في حياتك، وعليك بالرقية الشرعية والذكر والدعاء.

الدواء سوف يساعدك أيضاً في التغلب على الخوف من الناس، وعليك بأن تكثري من المواجهات، احضري المناسبات النسائية، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن للنساء، اجعلي لك حضورا ووجودا أمام الآخرين، هذا يرفع من مهاراتك، ويقلل من خوفك، ويزيد من ثقتك في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً