الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التخلص من الحياة العشوائية والعيش بانتظام

السؤال

أنا شاب، عمري 17 عاماً، منذ صغري وأنا أعاني من مشكلة عدم تنظيم الحياة، سببت لي العديد من المشاكل عند صغري، لما كبرت وأصبح عمري 16 عاماً قررت السفر للعمل، وقد حدث ذلك وسافرت، وكنت أمارس العادة السرية، ولكن الآن أصبحت أمارسها بكثرة، حتى إني أصبحت أشعر بألم في الجهاز التناسلي، فأنا أمارسها مرتين في اليوم.

أما بالنسبة لطريقة عيشي، فلقد أصبح وقت الأكل وقت اللعب، ووقت القراءة أصبح وقت النوم، بمعنى أن وقتي غير منظم، ولقد أثرت العادة وعدم التنظيم في نفسيتي، وأصبحت لا أحب كثرة الكلام، وأحب الوحدة، وكذلك أصبحت أفكر في المشكلة بكثرة، رغم أنه لا توجد مشاكل، ولكن نفسي هي التي تصور لي أني في مشاكل وأني ضعيف لا أستطيع فعل أي شيء، هذا حالي، وأريد شرحاً لوضعي، وطريقةً للخروج منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Hade حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الابن الفاضل: عدم التنظيم، وعدم وضوح الرؤية، وحتى اضطراب الهوية لديك، هي نتاج من الممارسة التي أوقعت نفسك فيها، وهي هذه العادة السرية القبيحة، وقد أصبحت هي وسيلة التخاطب ما بين ذاتك ومشاعرك، فالإنسان حين يحصر نفسه في أمرٍ ما ويكون مستعبداً له؛ لا بد أن يغفل بقية الأمور الجادة.

ربما يكون عامل السن، والمتغيرات النفسية والبيولوجية في مرحلة البلوغ، والعيش في فرنسا، وربما تكون البيئة من حولك، قد أثرت كثيراً، إلا أن هذه يجب أن لا تؤخذ كأعذار في المستقبل، فأخطاؤك التي ارتكبتها من ممارسة مسرفة لهذه العادة، وعدم اهتمامك بتنظيم الوقت، وعدم وضوح الرؤية الحياتية أمامك، يجب أن تضعها خلف ظهرك الآن، وتبدأ بداية جديدة، هذه البداية الجديدة ليست صعبة وليست مستحيلة، ويجب أن تعرف أنك أنت الذي تستطيع أن تغير نفسك، ولا أحد يستطيع أن يغيرك مطلقاً، أنت في بدايات سن الشباب، وهذه هي سن الطاقات النفسية والجسدية والاجتماعية، ويجب أن تستفيد منها.

أولاً: يجب أن تتوقف عن التعاطي لهذه العادة السرية، فقد أضرت بك كثيراً أيها الابن الفاضل، والشعور بالألم في الجهاز التناسلي دليل على أنه قد حصل ضرر على القنوات المنوية، فأرجو أن تأخذ كلامي هذا بكل جدية، وتتوقف تماماً عن هذه العادة، وتستبدلها بما هو أفضل وأنفع، مثل ممارسة الرياضة، وأن تبدأ دراستك وتنتظم فيها، وأن تكون لك علاقة مع الصالحين والجيدين من الشباب، وأن تتفانى في برك لوالديك، وأن تحرص على تعلم القرآن وتلاوته بصورةٍ صحيحة، وأن تكون حريصاً على الصلاة في وقتها، وأن ترفه عن نفسك بما هو مشروع، نحن لا نريد أبداً أن نحجرك من أي نشاط نرى فيه خير وفائدة لك.

إذن ولدي الفاضل: مشكلتك ليست مشكلة طبية، وليست مشكلة اجتماعية، إنما هي قضية تحديد الطريق الصحيح بالنسبة لك، وأنت تستطيع أن تقوم بذلك، فاجعل لنفسك جدولاً زمنياً يومياً تلزم من خلاله بتنفيذ الأنشطة التي يجب أن تقوم بها، والتي لا بد أن تحتوي على قسطٍ من الراحة، كممارسة الرياضة، مع ما ذكرت لك من المحافظة على الصلاة في وقتها، وزيارة الأصدقاء، والجلوس مع الصالحين والطيبين من الناس، والجلوس مع والديك، وتنمية مهاراتك بصورةٍ عامة، وهذا هو المطلوب منك، وهذا هو الذي يجب أن تفعله، فلا توجد أي حلول سحرية، إنما هذه هي الحلول الواقعية والحلول العلمية، ويجب أن تبدأ الآن، وهذا هو طريق الخروج، وإن شاء الله تعالى سوف تنجح؛ لأن لديك الطاقة، ولديك الفكر، وسوف تبنى الإرادة عندك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً