الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب بدأ منذ بداية خطبتي لابن عمي... فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ؟!

مشكلتي هي أني أعاني من اكتئاب بدأ منذ بداية خطبتي لابن عمي، هو من دولة أخرى.

زوجي المستقبلي كرهته جدا، لا أعلم لماذا؟! كل من يتحدث حولي يقول بأن زوجك ليس برجل، وملامحه صغيرة جدا، وأنت جميلة وتأخذين واحدا ملامحه صغيرة؟
ستعيشين معه التعاسة، وستصبحين مضحكة، وغيرها من الألفاظ التي أسمعها دائما، أنا لا أتأثر من كلام الناس، وبغض النظر، بالفعل أنا منذ أن رأيته تفاجأت من شكله، وأصابني إحباط، هو شخص وسيم لا أنكر ذلك، لكنه ليس بطويل، متوسط الطول، وملامحه صغيرة، وهو خجول جدا، حتى إني لم أتحدث معه، لا أجد شعورا تجاهه.

شيء آخر: أهلي هم من وافقوا عليه، دون طلب رأيي؛ لأنهم يثقون به، حينما أخبرتني أمي بأن ابن عمي سيأتي للخطبة، استعدي، فقط لا غير أنا استخرت، لكن لا أجد شعور حب تجاهه! حتى الآن لا أصدق أنه زوجي المستقبلي، لا أعلم كيف سأعيش معه، وأتحمله؟! فما الحل؟

أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيلسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا تتركي قناعتك من أجل كلام الآخرين، وتوكلي على رب العالمين، واعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، وكلنا ناقصون، وابن عمك أقرب الناس، فكوني به محتفية وسعيدة، ولا تستعجلي في اتخاذ أي خطوة إلا بعد الاستخارة والاستشارة، حاولي رصد إيجابياته والنظر في سلبياته حتى تصلي إلى الحكم الصائب.

قد ظهر لي إعجابك بشكله، وأنت من ستتزوجين به، والناس في نظرهم للجمال مختلفون، كاختلافهم في اختيار نوع الطعام، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ومن هنا فنحن ننصحك بالتأني، والنظر للموضوع بطريقة شاملة، واستمعي لوجهة نظر أهلك، فهم أحرص الناس على مصلحتك، وانظري في دين الشاب وأخلاقه أولاً، وكون شكله صغيرا أفضل من أن يكون شكله كبيرا.

كلام الناس لا ينتهي، ورضاهم غاية لا تدرك، والعاقلة تسعى لإرضاء مالك الأكوان، وإذا رضي الله عن الإنسان أرضى عنه الناس.

لا يخفى عليك أن المسلمة إذا تحيرت في أمر فإنها تسارع إلى الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ثم تشاور من حضرها من أهل الخبرة والديانة والدراية ثم تتوكل على من بيده الخير والتوفيق والهداية.

سوف نكون سعداء إذا كتب لنا عن إيجابيات الشاب، وعن الأشياء التي تضايقك، وعن عواقب الرفض وثمرات القبول به، وما هي الفرص المتاحة لك، وما هي عواقب الرفض على تماسك الأسرة.

إذا كان الشاب متوسطا فهذا أفضل من الطويل أو القصير، أما كونه خجولا فهذا طبيعي في الشاب، خاصة في مثل هذه المواقف، وهذا الخجل سوف يزول، مع ضرورة أن تتعرفي على صفاته من خلال أسرته، ومن خلال سؤال أهلك عن أصدقائه وعلاقاته، كما أن السؤال عنك حق من حقوقه.

أرجو أن تتذكري أن ابن العم غالباً ما يحرص على إسعادك، وكونه في دولة أخرى فإن زواجك به يربط الأسرة ويحقق مزيداً من الألفة، وقد صدق من قال:

وأن ابن عم المرء فاعلم جناحه ** فهل ينهض البازي بغير جناح

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

ومرحباً بك في موقعك مجدداً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً