الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي طيبة لكني لا أشعر بانسجام معها، فما نصيحتكم؟

السؤال

تزوجت قبل ثلاث سنوات، وللأسف فالإنسانة التي تزوجتها ليس بيني وبينها انسجام، ولم أستطع أن أشعر معها براحة مع أنها إنسانة محترمة جدا، ولكن لم يكن هناك توافق بين الأرواح كما يقال، وذلك الشعور سبب لي قلقا داخليا وعدم راحة مما أدى إلى أن تكونت مشكلة لدي وهي:

عندما أشعر بشد غضبي ونرفزة لا شعورية من زوجتي أشعر كأنني سوف يغمى علي، وأشعر بشد في رأسي، وأشعر بشد عصبي واضطراب في معدتي وجفاف في حلقي (تقريبا أشعر بنوع من الفزع وأنه سوف يغمى عليّ) فما هو الوصف لهذه المشكلة؟ وهل هي مشكلة خطيرة؟ وما هو علاجها؟

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم: الدعاء هو الدواء والعلاج الذي نراه أفضل وسيلة للتوافق بين الأزواج، فابدأ به.

ثانياً أشكرك حقيقة لأنك حاولت أن تحمل على نفسك وتضع العيب عليك وليس على زوجتك، فأنت وصفتها بأنها سيدة وقورة ومحترمة ولكن لا يوجد تفاهم فيما بينكما وتوافق، وهذا يؤدي إلى شد عصبي ونرفزة لا شعورية من زوجتك، ثم تشعر كأنك سوف يغمى عليك، وتشعر بشد في رأسك وبشد عصبي، واضطراب في المعدة، وجفاف في الحلق، ثم يعقبه ما وصفته بنوبة الفزع؛ هذا يعني أن درجة القلق ترتفع لديك لدرجة عالية وتفرز مادة الأدرانلين، والتي تؤدي ربما إلى الشعور بالفزع، وتحدث تغييرات فسيولوجية كبيرة في الجسم، وهذه الجالة -إن شاء الله- سوف تعالج، لكن أريدك أن تنظر إلى الزواج بنظرة إيجابية، وعليك أن لا تثبت هذه الفكرة أنه يوجد عدم توافق فيما بينكما، فالعلاقة الزوجية لا تقاس، وليس هنالك معايير أو وسائل تقييمية تقول إن هذا الزواج متوافق مائة في المائة وهذا الزواج غير متوافق، المهم أن تكون هنالك منطقة مشتركة ما بين الأزواج، ونترك الأماكن الطرفية للاختلاف في حياة جميع الأزواج.

أيها الأخ الفاضل الكريم: أرجو أن تنظر إلى زواجك وإلى زوجتك بصورة إيجابية هذا في حد ذاته يساعدك كثيراً.

وأما بالنسبة للتوتر والعصبية السالبة التي تصيبك، فهذه يمكن أن تتحكم فيها من خلال الأدوية، وأنا لا أعتبرك مريضاً، ولكن هذه ظاهرة يجب أن لا نتجاهلها، والانفعالات النفسية التلقائية والوقتية والتي من وجهة نظري أيضا أخذت الطابع النمطي، أي متى ما حدثت مشكلة بسيطة بينك وبين الزوجة يأتي هذا الشعور الانفعالي، هذه لا بد أن نحد منها وذلك بواسطة تناول أدوية بسيطة جداً مثل العقار الذي يعرف باسم فلوناكسولFlunaxol الاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol، وهو عقار بسيط جداً لعلاج التواتر والقلق البسيط، وأنصحك بتناوله، وجرعته تبدأ بحبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة في الصباح ولمدة شهرين، ثم توقف عن تناول العلاج.

أنصحك أخي الفاضل الكريم كذلك بأن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تمارس تمارين الرياضة، وتمارين الاسترخاء يمكنك التدرب عليها من مواقع الإنترنت أو الحصول على كتيب أو شريط، هذه يا أخي الكريم كلها وسائل علاجية طيبة جداً، والرياضة تمتص الطاقات النفسية السلبية بصورة فاعلة وممتازة جداً، فكن حريصاً عليها أخي الكريم من أجل بناء علاقات زوجية طيبة، وكما ذكرت لك التفكير الإيجابي مهم أيضاً، وأرجو أن تنظر إلى الصورة الجميلة في زوجتك وأنت وصفتها بأنها محترمة، ومن وجهة نظري هذا من أفضل أنواع الثناء على هذه الزوجة، فانظر إليها من هذه الإيجابية، وعليك أخي الكريم أن تتحين الفرص التي يكون فيها مزاجها طيباً، وتناقش معها الأمور الأسرية، وأنصحكم أيضا بالبعد عن بعضكم البعض حين تكون الأمور متأزمة بعض الشيء، وعليك بالاستغفار حين يأتيك الغضب، وحاول أخي الكريم أن تطبق ما ورد في السنة المطهرة في كيفية معالجة الغضب، وأرجو أن تنصح أيضا زوجتك بذلك، وأعتقد أن الأمر إن شاء الله تعالى يمكن أن يعالج، وأرجو أن تتبع ما ذكرناه لك من إرشاد، وأسأل الله لكم التوافيق والسداد.

ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً