الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس في الطلاق عند الزوج

السؤال

زوجي يريد أن يطلقني لأنه مريض بالوسواس، مع أنه غير متقبل لفكرة أنه قد طلقني، ويقترب مني بالرغم من سؤاله لأكثر من مفت وإفادته بأن اليمين لم يقع، ويقول لي إنه لا يستطيع إعطائي الحقوق الزوجية، وأنه يريد أن يذهب إلى طبيب نفسي، وأنه يشعر أن فيه شيئاً يبعده عني.

أنا موافقة على الطلاق وهو مرتاح له، فهل أطلق منه أم أقف بجانبه حتى تنتهي أزمته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفي زوجك، وأن يذهب عنه هذا الشر العظيم، وأن يجزيك خيراً على صبرك عليه، وأن يرزقك مزيداً من الصبر لتقفي بجانبه حتى يتعدى ما هو فيه.

الموسوس أيتها الأخت الكريمة رخص له الشارع الحكيم ما لم يرخص لغيره، ولهذا أفتى العلماء بأن الموسوس ينبغي أن يعرض عما يُلقيه إليه الشيطان من الوساوس، وأنه لا علاج له على الحقيقة من هذه الوساوس إلا بهذا الإعراض، سواء كانت الوساوس في عباداته أو في عقائده أو في غير ذلك.

وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذا الدواء حين قال وهو يتحدث عمن جاءه الشيطان فوسوس إليه، قال: (فليستعذ بالله ولينته)، فالانتهاء عن هذه الوساوس وعدم الاسترسال معها، وعدم ترتيب الأحكام عليها، هو أنجع الأدوية التي ينبغي للموسوس أن يتعاطاها وأن يصبر ويداوم عليها، ولهذا ينبغي أن توصي زوجك بهذه النصيحة، وتذكري له هذه النصيحة القيمة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم من أهل العلم من بعده، فقد قرروا أنه لا علاج للموسوس إلا بالإعراض عنها بالكلية.

وما دام يوسوس في الطلاق وغير متيقن منه فإن الطلاق غير واقع، فإن الشك في الطلاق مانع من وقوعه في حالة الأسوياء، فكيف بحالة الموسوس؟ ولهذا ينبغي لك أن تحاولي إقناع زوجك بهذه الحقيقة بقدر الاستطاعة، ويحسن أن يذهب إلى طبيب نفسي لعله يساعده ويجد لديه من العلاج ما يفيده.

ونحن ننصحك -أيتها الكريمة- بأن لا تفارقي زوجك في هذه المرحلة، فإن بقاء الزوجية خير من هدم البيت وتفرق الأبناء إن كان لكما أبناء، والخير لعله في أن تقفي مع زوجك في هذه المرحلة وتعطيه فرصة؛ لعله يشفى من هذا المرض، فإذا طلقك هو بعد ذلك باختياره فليس عليك حرج في ذلك، لكن نصيحتنا لك أن لا تسارعي إلى طلب الطلاق، وأن لا توافقي زوجك على الطلاق إذا عرض عليك ذلك بسبب هذه المشكلة، فإنها عن قريب ستزول بإذن الله تعالى، ثم هي كما قلنا من قبل أن الموسوس لا ينبغي أن يرتب أحكاماً على ما تُمليه عليه الوساوس وتضطره إليها.

نسأل الله تعالى أن يكتب له الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً