الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج السلوكي لفقد الثقة بالنفس

السؤال

أنا فتاة أفقد الثقة في نفسي، ولا أستطيع عمل شيء بدون شخص بجانبي، حتى لا أحب أن أمشي بدون شخص يكون معي، أشعر بالخوف من كل شيء؛ (الله، الناس، الموت، والدنيا بشكل عام)، وأحس أنني لا أستطيع إكمال طريقي في الحياة، لا أحس بالأمان إطلاقاً، أكره الماضي بذكرياته المؤلمة، وأخاف من المستقبل، وما يخبئ لي من مفاجآت؛ (أمراض، حوادث، فقد غالين)، وأخاف كثيراً في يوم ما أن أحتاج إلى الناس، دائماً أحس بالخطر، وأستغرب من الناس السعداء، أنا أؤمن بالسعادة، ولكن في الوقت نفسه أؤمن بأنه بعد تلك السعادة سوف تطعنك بسم الكآبة والحزن الأبدي (كل هذه الأشياء في عقلي).

أما أعراض جسمي فألم معدة مزمن، وأشعر بثقل في صدري وكأن هواءً محبوساً مصاحباً بضيق في التنفس، مع تفكير بالموت مستمر، أخاف أن أصاب بالجنون من هذا التفكير القوي، ومن شدة نحافتي لا يتعدى وزني الأربعين، فما الحل؟

أنتم رجائي بعد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

رسالتك تستحق كل التأمل والتعاطف، وقد قرأتها بكل تمعن، وأقول لك أن هذه الحالة التي تمرين بها من أفكار سلبية تشاؤمية سوداوية مع بعض الأعراض الجسدية: مثل آلام المعدة، والشعور بالثقل في الصدر، وضيق النفس، ناتجة مما نسميه بأعراض الاكتئاب القلقي أو القلق الاكتئابي.

الأعراض واضحة جداً، وكذلك التشخيص واضح، الاكتئاب والقلق قد يكون وراءهما أسباب، وقد يكون ناتجا من مجرد استعداد غريزي لدى الإنسان، عموماً أياً كانت الأسباب فالعلاج هو أولاً أن يغير الإنسان الفكر السلبي إلى فكر إيجابي، وذلك ليس بالصعب وليس بالمستحيل، الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، الحمد لله تعالى هي الآن متوفرة وغيرت حياة الناس بصورة إيجابية جداً، وأنا أود أن أنصحك بأن تقابلي الطبيب النفسي إن كان ذلك ممكناً، وإن لم يكن ذلك ممكناً يمكن أن تتحصلي على دواء يعرف باسم سيبرالكس Cipralex، والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram، وهو لا يتطلب وصفة طبية، وهو من الأدوية السلمية والممتازة التي تعالج الاكتئاب والقلق والمخاوف، وتؤدي إلى تحسين المزاج بصورة ممتازة.

جرعة السيبرالكس المطلوبة هي أن تبدئي بــ(10) مليجرام، تناوليه بعد الأكل، ويمكنك أن تتناوليه نهاراً، ولكن إذا سبب لك أي نوع من النعاس أو الاسترخاء الزائد تناوليه ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى (20) مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيه مرة أخرى إلى (10) مليجرام يومياً، وبعد ذلك خفضي إلى (5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام، واستمري عليها لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا الدواء سليم وغير إدماني ولا يؤثر أبداً على الهرمون لدى النساء.

بجانب التفكير الإيجابي وتناول العلاج الدوائي عليك أيضاً أن تتدربي على تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، ويمكن من خلال محركات البحث الحصول على التعليمات التي تساعد في كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال الإنترنت.

عليك أيضاً بأن تغيري نمط حياتك، وذلك بأن تكون لك الصحبة الطيبة الصالحة، وأن تستفيدي من وقتك بصورة جيدة وصحيحة، واستغلال الوقت الاستغلال الأمثل يحسن من أدائك الفعلي، وحين يقوم الإنسان بإنجازات عملية سوف يشعر بالرضا، وهنا تتحول المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية، وهذا يعني أن تبني الثقة في النفس.

إذن الأمر في غاية البساطة، وأن لا تحكمي على نفسك بمشاعرك، ولا تقودي نفسك بمشاعرك، إنما بالأفعال والأعمال والإنجاز، وهذا يأتي من خلال استشعار أهمية الإنجاز والاستفادة من الوقت كما قلنا، وأن تكون أهدافك واضحة، وهي بالطبع ليست في حاجة إلى تفكير؛ لأن المهم أمامك أن تتحصلي على المؤهل الجامعي المحترم، ومن بعدها إن شاء الله تعالى الدراسات العليا، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.
هنالك أشياء طيبة وجميلة متى ما فكر فيها الإنسان واستشعرها سوف تتبدل الأحزان إلى أفراح -إن شاء الله تعالى-.

المخاوف المتعددة هي جزء من الهشاشة النفسية التي تكون مصاحبة للاكتئاب القلقي، الخوف من الله أمر جميل، ولكن دائماً تذكري أنك في معيته تعالى، الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ثانية ولا ينقصه، والخوف من الناس، لماذا نخاف منهم؟ وأنت لماذا تخافين منهم؟ وأنت لست بأقل منهم، هذه كلها مشاعر سلبية مقدرة جداً بالنسبة لي، وأنا على ثقة كاملة أنه بتناول العلاج سوف يتبدل الأمر تماماً.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً