الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملازمة الشعور بالخوف للشعور بالسعادة والسرور

السؤال

لماذا أشعر بالخوف كلما شعرت بالسرور؟ فدائماً ما يكون الشعوران متلازمين، ولا أعلم لماذا أخاف، ولا مما أخاف؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

التفسير الوحيد لحالتك هو أن الإنسان حين يشعر بالسرور ويتفاعل تفاعلاً شديداً ويكون منفعلاً يحدث إفراز لمادة كيميائية تعرف بالأدرينالين، وإفراز هذه المادة حين يكون أكثر مما يجب - وهو يرتبط بشدة الانفعال حتى وإن كان انفعالاً إيجابياً ناتجاً عن السرور - هذا يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، حتى وإن لم يشعر بها الإنسان، وتسارع ضربات القلب دائماً المرتبط بالخوف في مثل هذه الحالات يعطي شعوراً بالخوف وعدم الأمان، وربما انشداداً جسدياً بسيطاً، هذا هو التفسير.

كما ذكرت لك فالانفعال الناتج عن السرور يؤدي إلى تغير فسيولوجي، والتغير الفسيولوجي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذا قد يشعر الإنسان بشيء من الخوف وعدم الطمأنينة، وفي بعض الناس يتطور إلى ما نسميه بنوبات الهرع، وهذا دليل أن الإنسان هو خليط من كل شيء، السرور، الحزن، الخوف، هذه الأمور وهذه المشاعر المتعاكسة هي من طبيعة الإنسان في بعض الأحيان، وهذه التفاعلات بسيطة، وأتمنى أن تخف بمرور الوقت.

أنصحك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي تفيد في مثل هذه الحالات، وللتدرب على هذه التمارين يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو سي دي أو تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

وشيء آخر وهو مهم جداً، أن تنزعي هذه الفكرة من رأسك، فكرة أنه متى ما أتاك السرور يأتيك الخوف أيضاً، أرجو أن تتجاهلي الفكرة؛ لأن تجاهلها سوف يضعفها كثيراً، ولكن التفكير فيها وتوقعها سوف يدعمها، وربما يتحول إلى شيء من القلق الوسواسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً