الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من معاناتي مع الاكتئاب ثنائي القطبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني تقريباً قبل (3) سنين من اكتئاب وتشاؤم، وقبل سنة ونصف بدأت معي مشاعر العظمة والكبر والقوة، وتقريباً قبل سنة بدأت معي نشوة فرح أحسها غير طبيعية، انشراح زائد، وتقلب مزاج سريع جداً، وعدم الدقة في الحكم على الأمور أو التصرفات، وكذلك تأتيني أفكار كثيرة مثل الاستثمارات، وسرعان ما تزول، وأحس أن بالي مشغول، وأن إحساسي ليس مع الناس.

كذلك تأتيني حالة مثلاً أفكر أني متدين، وأتخيل الشيء هذا، وتلازمني الشخصية ليوم أو يومين كحد أقصى أو أتخيل أني رجل قوي أو إنسان فكاهي أو ضعيف، ولكن طالما لازمتني الحالة أحس أنني مخنوق، وأتمنى أن أتخلص منها، لكن لا أستطيع، لكنني متحكم في تصرفاتي.

كذلك يا دكتور أنا أكلم نفسي داخلياً -وليس خارجياً- كلاماً كثيراً، وفي الفترة الأخيرة يخنقني اكتئاب قوي جداً، أتمنى أن أبكي من شدته، وبعدها عرفت أن الذي بي هو اضطراب وجداني، ذهبت للصيدلية وأخذت دبكين (500) حبة مساء وحبة صباحاً، وتحسنت حالتي 80 بالمئة تقريباً، لكن بقيت أعراض كثيرة وبقي الاكتئاب.

أرجوك يا دكتور دلني على الدواء المناسب، مع العلم أن عمري (25) سنة، والله يوفقك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم لقد أحسنت وصف حالتك بدقة شديدة، وهي بالفعل تقلب في المزاج ما بين الاكتئاب وما بين الانشراح، وبينهما اختلاط في الأعراض، أي أن الأعراض الاكتئابية قد تتمازج مع الأعراض الانشراحية، وهذا كله دليل أنك بالفعل تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، أعتبره من الدرجة الثانية وليس من الدرجة الأولى، حيث أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الآن له عدة أنواع وعدة درجات وجزئيات، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا بد أن يعالج عن طريق الأدوية المثبتة للمزاج، وهي كثيرة جداً.

أيها -الأخ الفاضل-: حتى يتحصل الإنسان على المدى الأقصى من الفائدة العلاجية، لابد أن يكون هنالك التزام بتناول الدواء، جرعة الدبكين (500) مليجراما مرتين في اليوم تعتبر جرعة مثالية جداً لعلاج هذه الحالة، الجانب الاكتئابي يسيطر أكثر من جانب الهوسي -كما هو في حالتك- لذا أنا اقترح عليك إضافة عقار سوركويل (Seroquel) والاسم العلمي هو كواتيبين (Quetiapine) هو من الأدوية الفاعل والمتميز جداً تناوله بجرعة (25) مليجرام ليلاً وبعد أسبوعين اجعل هذه الجرعة (50) مليجراما واستمر عليها.

السوركويل مثبت ممتاز للمزاج، وهو يزيل أعراض القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب، ربما يزيد النوم لديك قليلاً، فلا تنزعج لذلك - فإن شاء الله - نومك في حالة ممتازة، إذن يكون العلاج هو (1000) مليجراما من الدبكين ويفضل الدبكين كورنه، وإذا تحصلت عليه فهو أفضل من الدبكين العادي، كما ذكرت لك جرعة السوركويل هي (50) مليجرام ليلاً، -إن شاء الله تعالى- هذه الوصفة العلاجية ستكون مفيدة جداً لك فقط عليك بالالتزام التام لتناول العلاج.

ما دمت تعيش في أمريكا فإجراء الفحوصات الدورية سهلة جداً، يمكنك أن تفحص مستوى تركيز الدبكين في الدم، ولكن بالطبع هذا لا بد أن يطلب الطبيب عن طريق المختبر المختص، ويفضل أيضاً أن تقوم بإجراء فحوصات عامة مثل نسبة الدم وكذلك وظائف الكبد.

أرجو أن تعيش حياتك عادية، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يمكن أن يتم التعافي منه، وأقصد التعافي مادام الإنسان يتناول الدواء فلن تنتابه أي أعراض -بإذن الله تعالى-.

أخي الكريم: الدبكين ربما يؤدي إلى ارتفاعات بسيطة جداً في أنزيمات الكبد وهذه لا نعيرها اهتماماً أبداً، وتوجد خيارات دوائي كثيرة جداً ولكن الدبكين كورنه زائد السوركويل أعتقد أنهما الأفضل والأنسب لحالتك.

أسال الله لك العافية والشفاء وأشكر على تواصلك معنا في إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً