الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب الأنية... هل لها علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استشرتكم عن مرضي وهو اضطراب الأنية الذي معي منذ سبع سنوات إلى الآن، لكن لدي بعض التساؤلات: هل لهذا المرض علاج؟ أعرف أنه مؤقت ويزول، لكنه مازال عندي، ومتى من الممكن أن أشفى منه بإذن الله؟

وسؤال مهم جدا وهو: أنه قبل ما يأتيني هذا الاضطراب ـ الأنية ـ بحوالي تسعة أشهر أتذكر أنه انصدم رأسي بباب الثلاجة صدمة قوية ـ فوق رأسي تماماً ـ ونزل دم خفيف من رأسي، لكن لم يغمَ عليّ، فهل هذا سبب في حدوث هذا الاضطراب؟

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأنا أولاً أريد أن أنبهك إلى حقيقة هامة جدًّا، وهي أن هذه المصطلحات التي يتم تداولها الآن بين الناس مثل اضطراب الأنية، عصاب ما بعد الصدمة، الوساوس القهرية، سببت الكثير من الإزعاج لبعض الناس لأنها حقيقة في حالات كثيرة جدًّا المسميات لا توضع في موضعها الصحيح، والبعض قد يلجأ لتشخيص حالته دون الرجوع إلى أهل الخبرة الذين يوثق في معرفتهم وعلمهم وأخلاقهم وانضباطهم المهني.

هذه المسميات مسميات واهية جدًّا، فاضطراب الأنية أو الشعور بالتغرب عن الذات لا توجد له معالم واضحة جدًّا، هي مجرد مسميات وأوصاف وضعها بعض المختصين لتقريب الصورة التشخيصية لأذهانهم.

فلا أريدك أبدًا أن تشغل نفسك بهذا المسمى، ولا أريدك أبدًا أن تلصقه بك كوصمة أو منقصة، هو مجرد نوع من القلق الظرفي، والقلق والتوتر هي جزء من حياة الناس، والمرحلة العمرية التي فيها أنت هي قابلة لمثل هذه التغيرات، والحمد لله تعالى أنت على قناعة تامة بأن هذا الأمر هو أمر عارض ولن يستمر معك طويلاً إن شاء الله تعالى.

إذن الإجابة على سؤالك: هل للمرض من علاج؟

نعم له علاج، أولاً أن لا تعتبره علة أساسية، هذا أمر مهم جدًّا.

ثانيًا: هو أمر عارض.

ثالثًا: هو نوع من القلق النفسي.

رابعًا: إرادة التحسن والتفكير الإيجابي، وأن يكون الإنسان فعالاً، هذه هي المقاييس الرئيسية للعلاج وللتعافي، وإن شاء الله تعالى أنك سائر على هذا الطريق.

سؤالك حول الصدمة التي حدثت في الرأس وما نتج عنها من نزيف بسيط، ولم تفقد الوعي، هذه لا علاقة لها مطلقًا بهذه الحالة، فالحالة ليست مرتبطة بالإصابات الدماغية، وسببها أنها نوع من القلق النفسي، والقلق النفسي لا تعرف أسبابه بكل دقة، هنالك من يتكلم عن سمات الشخصية، ونظريات أخرى تتحدث عن احتقانات نفسية سابقة، ونظريات أخرى تتحدث عن تغيرات بيولوجية، فالأسباب واهية وغير واضحة، وكذلك العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة، ولكن في نهاية المطاف نقول إن الأمر بسيط، وإن شاء الله سوف يتم الشفاء منه، لا أريدك أبدًا أن تكون أسيرًا لأفكار سلبية، أنت الحمد لله في بدايات الشباب، لك طاقة نفسية وجسدية يمكن أن تستفيد منها وأن توجهها بصورة إيجابية وصحيحة، هذا يزيد من خبراتك ومهاراتك ومقدراتك، وفي ذات الوقت يقضي على هذه المشاعر السلبية إذا كانت اضطراب أنية أو خلافه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً