الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية تسوء بعد اقترافي للذنب، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا أتواصل مع هذا الموقع لأنني استفدت منه نفسياً وعلمياً وأدبياً وخلقياً، وكل شيء –والحمد لله- والله يعطيكم ألف عافية.

أنا – والحمد لله - أخاف الله حق مخافته، وأجتنب كل نواهيه، وأبتعد عن الذنوب الكبيرة، ولكن مشكلتي أني أحياناً - وليس دائماً - يأتيني إحساس داخلي بأن أشاهد أفلاماً إباحية - والعياذ بالله - وأنا على علم بأن هذه الأفلام محرمة، لأن العين تزني، ولكن لا عرف كيف أتصرف! وهذه الحالة تأتيني تقريباً بالشهر مرة، وأحاول أن أشغل نفسي بأي شيء، مثلاً أقرأ القرآن أو أصلي، أو أمارس الرياضة، أو أذهب وأجلس مع صديقاتي وأضيع الوقت، لكي لا أفكر بهذه الأمور، ولكن هذا الشعور يذهب لفترة قليلة من الزمن ثم يعود، وأستعيذ بالله من الشيطان.

يلاحقني إلحاح داخلي غريب حتى أنقاد مع ذلك الإحساس وأشاهد، وينتهي هذا الإحساس عندما أشاهد، ولكن هنا تنقلب حالتي المزاجية وأشعر وكأن الكون يضيق من حولي، وأكون في ضيق وعقاب لنفسي، وتكون هذه الفترة قرابة الأسبوعين أو الثلاثة بعد الموقف، وأحس بالملل النفسي والملل من الحياة، وأفقد الرغبة في الأشياء، وأميل إلي العزلة، لدرجة أنني أعاقب نفسي على فعلتي ولا آكل ولا أنام ولا أضحك، وأكون في حالة توهان وضعف عام في التركيز والمذاكرة، ولا أعرف ماذا أفعل!

أريد أن تنصحوني، لأنني أستفيد من نصائحكم كثيراً، وأتغلب على معظم مشاكلي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دموع الورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أحب بدايةً أن أبارك لك هذا القلب اليقظ الخائف من عقاب الله، الحريص على مرضاته، فما ألم بك من حزن ومن عقاب نفسي آثرت أن تتخذيه وسيلة للقضاء على هذا الذنب ، دليل على محبتك لله وخوفك منه ، وهذا يسهل العلاج - إن شاء الله - وإليك هذه الخطوات وأرجو أن تكون معينة ونافعة لك :

1- الإرادة والعزم الذي يلي التوبة الصادقة ، واليقين بأن الإرادة - بعد توفيق الله ومشيئته - كفيلة بأن تصرف عنك هذا البلاء ، فالمصيبة الكبرى أختي المباركة أن البعض يستضعف إرادته أمام المعصية ، ويتحدث عن ذنب بعينه وكأنه خلق به ولا يستطيع الفكاك منه ، وهذا أمر خاطئ ، تستطيعين بتوفيق الله وإرادتك القوية أن تبتعدي عما ألم بك من بلاء ، وأنت أختي الكريمة قوية الإرادة ، بدليل اتخاذك بعض العقوبات والتزامك بها لعدة أيام ، هذا أولاً .

2- الآلة التي تشاهدين عليها الأفلام الإباحية أخرجيها واجعليها في مكان عام ، ولا تجعلي هذا الحاسوب أو الجهاز أو ما شابهه في خلوة معك .

3- لا تجلسي كثيراً وحدك فارغة الذهن ، بل أشغلي نفسك دائماً بما يفيدك ويدر عليك مصلحة ، وإن لم تجدي ما تفعليه فاستعيني بالله وطالعي كتباً دينية أو تربوية أو اجتماعية ، المهم أن يظل عقلك يعمل ، وكذلك اجتهدي أن تكوني دائماً في صحبة أو رفقة مأمونة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) أي البعيدة عن أقرانها، ذلك لأن الإنسان يستحوذ عليه الشيطان وينال منه إذا كان وحيداً خالي الذهن .

4- إذا غلبك التفكير وصار الأمر واقعاً ولم تجدي صحبة ولا ما يشغلك ، طالعي ما يصرف ذهنك وبقوة ، كسماع أشرطة عن عذاب القبر أو الموت أو الحساب في الآخرة ، أو سوء الخاتمة .

5- احرصي دائماً على النوم ليلاً والاستيقاظ مبكراً ، فإن المخالفة تجعلك وحيدة ، وربما لن تستطيعي في منتصف الليل إن كنت متيقظة أن تتواصلي مع أحد .

6- يعينك على التماسك استحضار عظمة الله الذي يراك وأنت تفعلين ذلك ، وقديما قال السلف : ( لا تنظر إلى صغر المعصية وانظر إلى عظم من عصيته ) فاستحضرى مراقبة الله وقولي لنفسك: ( لو أتاني ملك الموت الآن وأنا على هذه المعصية ماذا أقول لله ؟ وكيف سأقابله ) والمرء يبعث على ما مات عليه .

7- من أهم الوسائل كذلك كثرة الدعاء لله عز وجل في السحر والثلث الأخير من الليل ، فاجتهدي في الدعاء والتضرع ، والله لا يخيب عبداً رجاه .

في الختام نحن في إسلام ويب سعداء بك في موقعك ، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك ، وأن يصرف عنك ما ألم بك ، إنه جواد كريم .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً