الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأعراض التي أعانيها عضوية أم نفسية؟

السؤال

أعاني بصراحة، وخائف جدا من هذه الأعراض المستمرة، وأسأل الله الشفاء والعافية.

في البداية وقبل مدة طويلة أي قبل حوالي عشر سنوات أصبت بارتفاع ضغط الدم، وكان عمري تقريبا 23 سنة، راجعت الطبيب المختص في ذلك وعمل التحاليل اللازمة من تخطيط القلب وتحليل الدم وعمل الإشاعة الصوتية، وبفضل من الله كانت جميعها سليمة، ولكن هناك ارتفاع بسيط في الكليسترول، قال لي الطبيب أمارس رياضة ولا داعي للعلاج إطلاقا، ورجح أن الأمر كله الذي يصيبني كنت أشتكي من نبضات القلب مع كتمة في التنفس يرجع لعوامل نفسية بحتة، بعدها لازمني ضيق في التنفس أقلقني، يأتي حينما أركب السيارة، ويزداد إذا توقفت عند الإشارة، كدت أن أنزل من السيارة لأستنشق الهواء، أحيانا أشعر بألم في صدري بعض الشيء، راجعت الطبيب وأكد لي أنني لا أشتكي أي خلل في القلب ولا في الرئة ولا السكر ولا الضغط، وأنها سليمة، بعد إجراء المزيد من الفحوصات طمئنني الدكتور كثيرا حتى تحسنت قليلا واختفت الأعراض بشكل كبير، وكانت تعود لي من جديد خصوصا الكتمة وضيق التنفس.

من بعدها أي قبل حوالي الثلاثة سنوات تشاجرت مع أحد زملائي في العمل حتى كدنا أن نتعارك، وفي أثناء المشاجرة أحسست بحرارة شديدة جدا في بطني، حتى أنني خفت أن ينفجر بطني من تلك الحرارة الغريبة؟

في صباح اليوم التالي في فترة الظهيرة رجع ضيق التنفس مع أصوات في البطن وغثيان بعد الأكل، وأصبحت لا أكمل أكلي، أتناول وجبة خفيفة وأشعر بشبع من أول لقمة حتى خسرت الكثير من وزني، من بعدها أصابتني أعراض أكثر خطورة (ازدياد في انخفاض الوزن، أصوات في البطن مع غازات قرقرة، مرارة في الحلق، صعوبة في البلع، ارتجاع الطعام، ألم فوق البطن بعد الأكل، ألم أعلى البطن بعد تناول الأكل بشكل مباشر، وسوسه، اكتئاب، تنمل، وأنا الآن أخاف أن أذهب إلى الطبيب من جديد حتى لا يفاجئني بأمر ما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أوضحت الأعراض التي تشتكي منها بصورة واضحة وجلية، وهذا يجعلني - وإن شاء الله تعالى أنا على صواب - أؤكد لك أن الحالة هي حالة قلق نفسي أدى إلى مخاوف مرضية، وبدايات الحالة كانت شديدة، حيث إن التغير الفسيولوجي الذي حدث من القلق أدى إلى تسارع في ضربات القلب، ونوبة الخوف التي أتتك وأنت تركب السيارة لا شك أنها تجربة نفسية سلبية مزعجة، لكن كما نقول للأخوة والأخوات دائمًا أن هذه الأمور ليست خطيرة أبدًا.

هذه الأعراض في مجملها واضحة، ونستطيع أن نقول أيضًا أن درجة القلق الفطري ومراقبة الذات لديك مرتفعة، وهذا ليس مرضًا وليس عيبًا، إنما هي ظاهرة من الظواهر المتعلقة بشخصيتك.

حركة الأمعاء والأصوات في البطن ناتجة من التوترات النفسية التي تؤدي إلى توترات عضلية في الجهاز الهضمي خاصة الأمعاء. هذه كلها أعراض مفسّرة مرتبطة بحالة القلق التي تعيشها.

صعوبة البلع وارتجاع الطعام هي أيضًا من صميم الأعراض القلقية التي تؤدي إلى تقلصات وانقباضات في المريء.

فيا أخي الكريم هذا هو تشخيص حالتك، والنصائح في مثل هذه الحالات كما نريدها دائمًا هي: أن تتفهم أن حالتك ليست خطيرة، وإن كانت مزعجة، وأن كل الأعراض الجسدية التي تشتكي منها هي حقيقة راجعة للسبب النفسي، والسبب النفسي ذاته مرتبط بشخصيتك، وهو ليس خطيرًا، وهو نوع من القلق النفسي.

ثانيًا: عدم الإكثار من التردد على الأطباء، هذا مهم جدًّا.

ثالثًا: ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، فالرياضة هي من أفضل الوسائل التي تزيل التوترات العضلية التي تؤدي إلى هذه الأعراض النفسوجسدية.

رابعًا: التفكير الإيجابي هو مطلب أساسي للإنسان، انظر للأشياء الطيبة الجميلة في حياتك، حاول أن تكتشف نفسك بصورة متجددة، طاقاتك كثيرة، مهاراتك موجودة، لديك وظيفة، فيا أخي الكريم هذه أشياء لابد أن نذكر أنفسنا بها لأنها تمثل الدافع الإيجابي في حياتنا، وهذا يؤدي إلى المزيد من ارتفاع الهمة والدافعية.

خامسًا: إدارة الوقت بصورة فعالة وجيدة ومفيدة يعود بخير كثير على الإنسان فيما يتعلق بصحته النفسية والجسدية، فأرجو أن تحرص على ذلك.

سادسًا: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي فيها خير وفائدة كبيرة جدًّا، ولك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت لمعرفة كيفية تطبيق هذه التمارين.

سابعًا: من الضروري جدًّا أن تطور من مهاراتك الاجتماعية وذلك من خلال التواصل الاجتماعي، وأنصحك بأن لا تتجنب أي وضع تحس فيه بالخوف، إن كنت تحس بالقلق والخوف داخل السيارة فعليك أخي الكريم أن تُكثر من ركوب السيارات، وهكذا. التعرض مع منع الاستجابة السلبية هو مبدأ علاجي سلوكي مهم.

أخي الفاضل: الجزء الأخير في هذه النصائح هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، ومن أفضلها دواء يعرف باسم (زولفت) واسمه الآخر تجاريًا (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبتين، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة (مائة مليجرام) ليلاً، أو تتناولها بمعدل حبة صباحًا وحبة مساء، وهذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز اللسترال أنه من أفضل الأدوية لعلاج المخاوف، القلق، الاكتئاب، الوساوس، وفي ذات الوقت هو سليم.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً