الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأعراض الانسحابية لدواء السبراليكس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل: جزاك الله كل خير لإعطائنا جزء من وقتك الكريم لحل أسئلتنا واستفساراتنا.. وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك.

مشكلتي هي من خمس سنوات أو أكثر، كان وزني رائعا يصل إلى 50 ولكنه أخذ بالنزول تدريجيا حتى وصل إلى 38,5، وأصبت معه بإجهاد وتعب من أي نشاط أقوم به، وحتى وإن زاد وزني لا يتخطى 39،5، ومن ثم يعود إلى حيث كان، إلى أن ذهبت قبل تسعة أشهر إلى أحد الأطباء الذي شك بمرضي بالغدة، وكانت نتيجة الفحوصات والتحاليل "سليمة 100% ـ والحمد لله ـ وبعد أن أخبرته بأنني شديدة العصبية، وأعيش تحت ضغوط نفسية، نصحني بأخذ حبوب سبراليكس 20 جرام، نصف حبة لمدة أسبوع ثم الحبة كاملة لمدة ستة أشهر.

ولله الحمد رأيت فرقا كبيرا جداً في هدوء أعصابي، وبدأ وزني يرتفع إلى أن وزنته قبل ثلاثة أشهر كان 41،5 وقد زدت على المدة التي وصفها شهرين كاملين.

دكتور كنت أفكر بتناول السيبراليكس لفترة طويلة وحتى تتحسن أوضاعي النفسية، ولكن حين قرأت في إحدى الجرائد لأحد الأطباء (بأن الأدوية المضادة للاكتئاب المثبطة للسيروتونين قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض) أوقفته بالتدريج، وأنا الآن أعاني -وبشدة- من أعراضه الانسحابية، وحقيقة لا أدري هل سيرجع وزني إلى ما كان عليه قبل العلاج؟ علما بأنني لازلت أعيش تحت الضغوط النفسية.

سؤالي:
كيف أساعد نفسي على التخلص من تلك الأعراض، وما أقصى فترة لها؟
ما هو الحل ـ بعد الله ـ في مشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذا القول بأن مضادات الاكتئاب المثبطة للسيروتونين قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، هذا الكلام غير صحيح، وذلك مع احترامي لما اطلعت عليه في أحد الجرائد، هذا الكلام غير مؤسس علميًا، والشيء الذي لا يكون قائمًا على الدليل لا يؤخذ به أبدًا، هنالك أخبار تنشر هنا وهناك، لكن ما دامت لا تُقدم من خلال بحث علمي محترم فيجب أن لا نعيرها اهتمامًا، هذا الأمر واضح وجلي، وما اطلعت عليه ليس صحيحًا، ومضادات الاكتئاب من هذا النوع تناولها ملايين البشر منذ ظهور الفافرين عام 1983 وإلى الآن، ولم يثبت هذا الكلام أبدًا، فأرجو أن تطمئني اطمئنانًا كاملاً.

ومن وجهة نظري سيكون من الأفضل أن ترجعي وتتناولي السبرالكس لمدة ستة أشهر أخرى على الأقل، وإذا كان الحاجز النفسي لديك أصبح قويًا حيال هذا الدواء نسبة لما قرأته، فأقول لك توجد بدائل لا تعمل مباشرة من خلال السيروتونين، ومنها عقار يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين) هذا دواء جيد دواء فاعل، يحسن الشهية للطعام بشكل ملحوظ، وربما يزيد النوم قليلاً، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة وهي نصف حبة ليلاً، حبة الريمارون تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، فأقول إذن إن خمسة عشر مليجرامًا ليلاً ستكون كافية، ويمكنك تناولها لمدة ستة أشهر.

أنت في حاجة لأحد العلاجين، فلا تحرمي نفسك أبدًا من نعمة العلاج والشفاء من الله تعالى.

الجانب الآخر: أنت ذكرت أنك تعيشين تحت ضغوط نفسية، وأقول لك من لا يعيش تحت ضغوط نفسية في هذه الأيام؟
هذا الأمر يجب أن تتخطيه، واجهي هذه الضغوط بقدر ما تستطيعين، والأشياء التي لا تستطيعين مواجهتها تجنبيها وجمديها ولا تجعليها جزءًا من حياتك.

كوني متفائلة، استفيدي من وقتك بصورة صحيحة، مارسي تمارين الاسترخاء باستمرار، وعليك بالتواصل الاجتماعي الجيد، مثلاً الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن فيه خير كبير جدًّا، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضًا ننصح بها؛ لأن الرياضة تجدد الطاقات النفسية والبدنية، وفي مثل حالتك سوف تساعد حتى في زيادة وزنك، بعكس ما يعتقد الناس أن الرياضة تؤدي إلى تخفيض الوزن، هذا ليس بالصحيح، الرياضة بسيطة مثل المشي تحسن من الوزن بالنسبة لمن يعاني من النحافة، وأعتقد أن هذا هو الحل لمشكلتك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً