الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعاني من اضطراب في النوم، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي عنده مشكلة بالنوم من سنوات، وهي أن نومه متقطع، حتى لو نام يشعر أنه لم ينم أبدا، وصعوبة في إيقاظة، وكسل، وملل دائم، ورعشة بالأطراف، وإحساس بالتنميل، وآلام بالمعدة مستمرة، وتنقطع أحيانا، وعنده عصبية على أقل شيء، ذهب لمشايخ قالوا أعراض سحر غالبا أو عين إذا قرأ يتعب كثيرا، ولا يستمر بعد ذلك كما أجرى تجربة مرات كثيرة.

قبل شهرين ذهب لدكتور نفسي قال هذه أعراض قلق أو اكتئاب وأعطاه أدوية ولم يستمر عليها إلا أسبوعين "يقول في تحسن" لكن ذلك يحتاج وقتا، فما هو تشخيصك لهذه الحالة يادكتور؟ وأريد طرقا لإقناعة بالعلاج؟

جزاكم الله خيرا ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأسباب عدم النوم بصورة صحيحة وتقطع النوم عديدة وكثيرة جدًّا، ومن أهمها التعود على عادات ليست صحية، مثل الإكثار من النوم النهاري أو تناول الشاي والقهوة في الأمسيات أو السهر دون سبب في بعض الأحيان، واللجوء إلى النوم مبكرًا في أحايين أخرى.

من الأسباب التي تجعل النوم متقطعا القلق والاكتئاب، وهنالك أسباب عضوية مثل الآلام الجسدية، ومن الأسباب الأخرى بالنسبة للكحوليين تناول الكحول أيضًا يؤدي إلى اضطراب النوم.

هذه هي الأسباب العامة لاضطراب النوم وتقطعه، في حالة زوجك العزيز، ذكرت أن الطبيب ذكر له أن لديه أعراض قلق واكتئاب، ومما ذكرته أيضًا وجود الملل ربما يكون هو المؤشر الذي يشير إلى وجود قلق نفسي، لكن الملل والكسل الدائم أيضًا قد يكون سببه الإجهاد، لأنه في الأصل لا ينام نومًا صحيًا.

عمومًا أحسن الطرق التي تساعد على النوم هي الآتي:
1) ممارسة الرياضة بانتظام.

2) تثبيت وقت النوم ليلاً.

3) عدم تناول الميقظات مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتا، حيث جميعها تحتوي على الكافيين، والكافيين مادة منشطة وميقظة.

4) محاولة الاسترخاء والهدوء والسكينة ساعة إلى ساعتين قبل النوم.

5) الحرص على أذكار النوم.

من الأشياء المفيدة جدًّا أن لا يذهب الإنسان إلى الفراش إلا إذا أحس بالنعاس، يمكن أن يشغل نفسه بقراءة موضوع معين، أو قراءة شيء من القرآن، ومحاولة الاسترخاء، وبعد أن يحس بالنعاس يذهب لينام، هذه هي الشروط الصحية العامة للنوم السليم.

أما في حالة وجود القلق أو الاكتئاب، فهناك أدوية جيدة جدًّا مفيدة ولا تؤدي إلى الإدمان، وتساعد على النوم وإزالة الاكتئاب، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) وجرعته هي أن يبدأ بنصف حبة (خمسة عشر مليجرامًا) ليلاً ساعتين قبل النوم، وبعد عشرة أيام ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً، ويستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن العلاج.

من الضروري أيضًا ممارسة تمارين الاسترخاء، فهي تمارين مفيدة وتطبيقها ليس بالصعب، وللقيام بهذه التمارين يستلقي على السرير ويغمض عينيه ويفكر في حدث سعيد، وبعد ذلك يأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، يملأ صدره بالهواء، ثم يُخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، يكرر هذا التمرين خمس مرات متتالية مرة في الصباح ومرة قبل النوم، وإن شاء الله فيه فائدة كبيرة جدًّا.

هنالك دواء يعرف باسم (مليتونين) شائع الاستعمال، وهي مادة هرمونية تفرز عن طريق الدماغ، ويقال إن الذين لديهم اضطراب وضعف في النوم ربما يكون لديهم عجز في هذه المادة، وحبوب المليتونين شائعة الاستعمال، خاصة في الغرب، وهي لا تتطلب أي وصفة طبية، فيمكن لزوجك الكريم أن يتناولها أيضًا قبل النوم، وذلك بجانب الريمارون.

وجود الكسل والرعشة لديه، والإحساس بالتنميل، وكذلك الآلام بالمعدة، هي دليل على وجود القلق النفسي؛ ولذا الاسترخاء، وممارسة الرياضة، وتناوله للأدوية التي ذكرناها سوف يساعده كثيرًا.

من أهم الطرق لإقناعه بالعلاج هي أن النوم مهم لصحة الإنسان، واذكروا له ذلك بلطف، وقولي له أنه توجد وسائل طبيعية ووسائل علاجية للنوم، ويمكن أن توضحي له ما ورد في هذه الاستشارة.

وبالنسبة للرقية الشرعية مهم أن يقرأ الرقية الشرعية ويستفيد من ذلك.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).
العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً