الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد صرف دواء الاكتئاب أصابني الاكتئاب.. فما تفسير ذلك؟

السؤال

بارك الله فيكم وفي جهودكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

أريد أن أشرح لكم حالتي بالتفصيل، وأرجو منكم أن تتحملوني، بارك الله فيكم ووفقكم، أريد أن أستشيركم فقبل أسبوعين تقريباً أتتني نوبة هلع، ثم ذهبت إلى المستشفى خوفاً من المرض، فلدي زيادة في ضربات القلب وشد باليدين، ثم صرفوا لي إبرة لا أعلم ما هي، ربما مهدئ أو لارتفاع الضغط، وبعدما أخذت الإبرة أصبت بحالة غريبة، لا أطيق أن أسمع كلام أحد، وأشعر بعدم الارتياح في كل أنحاء جسدي، وخصوصاً في العضلات، لو استلقيت لا أرتاح، وإذا جلست لا أرتاح، وإذا قمت لا أرتاح، ثم ذهبت إلى البيت ونمت - بفضل الله - رغم حالتي، واستيقظت من نومي وأنا متحسن، ثم بعد ساعة تقريباً رجعت حالتي وعدت إلى المستشفى، وصرفوا لي حبة صغيرة لونها أصفر، لكني أكلت البندول ثم ارتحت - بفضل الله - ولكن قبل النوم أتاني خوف وسرعة ضربات في القلب، ليس خوفاً من المرض، بل خوف غير مبرر.

ذهبت إلى طبيب نفسي وصرف لي دواء الاكتئاب faverin ودواء lexotan وأخذت الأدوية ثم أصابني اكتئاب، تذكر للماضي، وتفكير في المستقبل، ومحاسبة ذنوبي، ثم تركت الدواء أربعة أيام ورجعت إلى الطبيب وعاتبني وقال ارجع إلى الدواء، رجعت إلى الدواء آخذ حبة يومياً، مع ألم في البطن، ويوجد معي إسهال منذ بداية مرضي.

أفيدوني بارك الله فيكم، هل أترك هذا الدواء؟ وما تفسير حالتي؟

مع العلم أن عمري 26 سنة.

بارك الله فيكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شايع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه النوبة التي تحدث لك هي نوبة قلق ومخاوف، ونسميها بنوبة الهلع، والرابط أو المثير الذي ساهم في حدوث هذه النوبة هو ذهابك إلى المستشفى، ويظهر أنه لديك الاستعداد الفطري للمخاوف، وهذا ربما يكون على مستوى العقل الباطن، وهذه الحالات حالة منتشرة وبسيطة وليست خطيرة أبداً، وسرعة ضربات القلب تعطي الناس الانطباع أنه ربما يكون لديه مرض في القلب، وتجد البعض يتنقل بين الأطباء، ويجري الفحوصات التي هو ليست في حاجة لها، فالذي أريد أن أصل إليه، وأؤكد عليه أن هذه الحالة هي حالة نفسية بسيطة، وسوف يتم علاجها - إن شاء الله تعالى -.

الدواء الذي وصفه لك الطبيب وهو دواء فافرين Faverin و lexotan ، الفافرين دواء جيد، ومن الضروري جداً أن تلتزم بجرعته كما ذكر لك الطبيب، ولابد للجرعة أن تصل إلى (200) مليجراما في اليوم وذلك بالتدرج، وتستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر ثم تخفضها إلى (100) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر ثم إلى (50) مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم تتوقف عن الدواء.

أما بالنسبة لدواء lexotan فحقيقة أنا لا أفضل هذا الدواء كثيراً، وإن كان يساعد الناس في الاسترخاء وإزالة التوتر والقلق والمخاوف، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود والإدمان، والذي أنصح به بخصوص هذا الدواء هو أن تتوقف عنه تدريجياً، ومدة استعماله يجب أن تتعدى أسبوعين إلى ثلاثة، أما الفافرين فهو دواء جيد ومناسب جداً.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تمارس التمارين الرياضية، فالرياضة مفيدة جداً، كما أني أنصحك بأن تطبق تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين سهلة وجيدة ومتوفرة على الإنترنت، وكذلك تجدها في كتيبات وأشرطة وسي دي في المكتبات، إذن تدرب على تمارين الاسترخاء بصورة جيدة، وهذا سوف يساعد في الأعراض النفسية، وكذلك الأعراض الجسدية التي منها آلام البطن والإسهال، وهذه كلها مرتبطة بما يسمى بالقولون العصبي، والذي هو في الأصل نتاج من القلق التوتر والمخاوف التي حصلت لك.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً