الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثبت على الدين بدون وجود صحبة صالحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 22 سنة لست متزوجا، التزمت بالدين من 5 سنين تقريبا -والحمد لله, ونسأل الله الثبات حتى الممات- ولا زلت أحسّن من التزامي، لكن المشكلة أن الشباب في مسجدنا يغلب عليهم الانقطاع عن بعضهم البعض إما تقصيراً أو أنهم غير معذورين أصلا.

استمررت في حفاظي على ديني حتى بدأت أعود وأذنب ذنوباً، لكني تداركت نفسي سريعا بفضل الله، عندها أدركت أهمية الصحبة الصالحة المعينة في حياة المسلم، وأدركت مدى صعوبة أن يسير المرء في طريق الله وحده، بدأت أحاول أن أرجع أو أنشئ صحبة صالحة في مسجدنا ممن هم قريبون من سني لكن بلا جدوى! لأني أشعر أنهم مهتمون بالعلم الشرعي دون أن يكون لهم اهتمام في التعبديات والإيمانيات، بل حتى إذا جئت أنصحهم ليأتوا لصلاة الجماعة ولنلتقي في مسجدنا يكون ردهم "أن الأذان في مدينتنا عمّان غير شرعي، أو أن الإمام عنده مشاكل وما إلى ذلك من أعذار" بعدها حاولت الاقتراب من مجموعة شباب في مسجدنا يصغرونني بثلاث سنين أو أكثر مع أنهم ربما لا يطبقون من الدين إلا الأركان، وعندهم العديد من المعاصي، بل حتى فكرهم لا يطابق فكري، وسبب اقترابي منهم هو نصحهم, وأني أجدهم يتأثرون إذا تكلمت معهم ففيهم خير عظيم، فلعلهم يهتدون ويكونوا الصحبة الصالحة التي أبحث عنها، المشكلة أني الآن صرت أتضايق جداً عندما أراهم يرتكبون المعاصي بل أثّر الضيق على دراستي وأكلي, والأسئلة الآن:


ما رأيكم بما فعلت؟ وماذا يفعل المسلم إذا لم يجد من يعينه على الطاعة كيف يثبت عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، ونحن سعداء بتواصلك معنا, ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.

أخي الحبيب : الصداقة شيء طيب وجميل، وهي من الوسائل المعينة على الطاعة، لكن أرجو ألا تشغلك عن دراستك، واهتمامك بها، فإن بعض هذه المشاكل قد تسبب لك تأخرا نحن لا نرضاه لك.

أتمنى عليك أولا: أن تحدد هدفك وبدقة، وأن يكون منصبّا حول النجاح بأكثر معدل يمكن أن تصل إليه، وألا تجعل شيئا يشغلك عن ذلك.

ثانياًً أخي المبارك: الثبات على الطاعة أمر مطلوب شرعا، والصحبة الصالحة وسيلة لا غاية، والخير في الناس موجود، وستجد في المسجد الشباب الصالح الذي يريد الله والدار الآخرة.

ثالثا: لا يعني وقوع بعض الشباب في المعاصي هلاكهم، بل تابعهم واحرص على الحديث معهم ما داموا يستجيبون لك، وتغافل عن إخبارهم بمعايبهم ومعصيتهم حتى لا ينفروا منك، واجعل نصحك لهم لا يضيع وقتك الذي خصصته للدراسة.

وأخيرا: أكثر من الدعاء, والتضرع إلى الله عز وجل أن يثبتك على الطاعة, واعلم أن لها معينات حتى من غير وجود الأصحاب, ومنها:

- كثرة الرقابة الداخلية, وتعظيم حق الله عز وجل.

- كثرة الذكر, ومتابعة الأوراد التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- الانشغال بحفظ القرآن ولو بقدر بسيط كل يوم على يد شيخ.

- الاستماع إلى الشرائط الدينية, وتخصيص وقت لها.

- تذكر الآخرة وأهوال القيامة وما فيها من حساب وعقاب ونعيم وعذاب.

كل هذه معينات على الاستقامة, والله نسأل أن يثبتك على طاعته، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن الواثق بالله

    ثبتك الله اخي

  • سوريا اللهم ارزقنا الثبات

    جزاكم الله خيرا.. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

  • مصر غادة علي

    ربنا يرزقنا الثبات جميعا

  • الأردن فؤاد البطوش

    ارجو التواصل معكم

  • رومانيا مسرع

    اعنك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً