الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة خوف شديد تزداد مساءً، فما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت منذ ثلاثة أشهر تقريباً، لا أستطيع التوقف عن التفكير بطريقة سلبية، ولا أستطيع النوم بشكل طبيعي كالسابق، فمعدل نومي الحالي لا يتجاوز الأربع ساعات، وأعاني من حالة خوف شديد من كل شيء، وتشتد الحالة في المساء بشكل ملحوظ، أرجو منكم التوجيه والإرشاد، والله يرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأول ما يتبادر إلى ذهني: ما هو سبب هذه التغيرات وتداخل الأفكار واضطراب النوم الذي بدأ عندك منذ ثلاثة أشهر؟ هل هنالك ظروف معينة؟ هل هنالك تغيرات اجتماعية أو حياتية كانت هي السبب وراء هذا التغيير؟

الحالة من ناحية التشخيص تدل على وجود ما يعرف بقلق المخاوف، وقلق المخاوف قد يكون له مسببات، لكن في أحيان أخرى لا تكون هنالك أسباب واضحة.

عمومًا هذه الحالات حالات بسيطة، وإن شاء الله تعالى هي عابرة، وإذا كنت تعرف أي أسباب حاول أن تضع لها نوعاً من العلاج يكون مناسبًا؛ لأن اقتلاع الشيء من أساسه يساعد في زواله.

الجانب العلاجي الآخر هو أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية مثل لعب كرة القدم؛ فهذا يجدد لديك الطاقات الإيجابية ويقلص من الطاقات السلبية النفسية والجسدية.

الجانب الآخر في العلاج هو أن تنظم وقتك بصورة جيدة وفعالة، لا تترك أي مجال للفراغ؛ لأن الفراغ الزمني يجعل الإنسان قلقًا وتكثر لديه الهواجس والوساوس.

الجزء الآخر هو ضرورة أن تكثر من التواصل الاجتماعي، ابحث عن الرفقة الطيبة الحسنة، قم بزيارة أقربائك وأصدقائك وأرحامك، وكن حريصًا على صلاة الجماعة، وكن حريصًا على الدعاء، فالدعاء يزيل الخوف - بإذن الله تعالى - .

الجزء الأخير من النصائح التي أود أن أسديها لك هو تناول أحد الأدوية التي تحسن النوم وتزيل قلق المخاوف، وهو من الأدوية القديمة نسبيًا يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل) واسمه العلمي هو (كلوإمبرمين) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وبعد مضي أسبوعين اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

الأنفرانيل من الأدوية القديمة، لكنه مزيل للقلق والخوف والتوترات، وله آثار جانبية بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم، وكذلك ربما يؤدي إلى إمساك بسيط، وهذه الأعراض تكون دائمًا في بدايات العلاج إن ظهرت، وكثير من الناس لا يشتكي منها في الأصل.

بجانب الأنفرانيل هنالك دواء مدعم يساعد في علاج حالتك هذه، الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يوميًا في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة في الصباح وحبة في المساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود توجيهك وإرشادك إليه، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ويمكنك أن تتواصل معنا في إسلام ويب متى ما رأيت ذلك ضروريًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً