الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بافتقاد الرغبة والكسل والخوف بعد أن كنت عكس ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، وأدرس الطب، لا أعلم من أين أبدأ بوصف مشكلتي:
لم أكن كما أنا عليه الآن، فقد كنت قمة في التركيز والنشاط والهمة العالية، مواظبة على الصلوات والتمارين الرياضية والأذكار، ولكن خلال هذه السنة انتكست انتكاسة غريبة جداً، فلم أعد بذلك النشاط، وإذا وضعت الجدول اليومي لا ألتزم به.

في البداية أصبت بأرق لا أعلم ما سببه، لا يتجاوز معدل نومي حينها 2 - 3 ساعات يومياً، ولكن قلت لنفسي بسبب الاختبارات وضغوطها، والآن نوم فضيع يستمر لمدة 13ساعة يومياً، مع أني لا زلت بنفس تلك الضغوط التي مررت عليها مسبقاً.

وأعاني من خمول وكسل، وحينما أستيقظ أشعر برغبة في النوم مرة أخرى حتى تطور الموضوع وأصبحت أنام في المحاضرة نوما عميقا.

حينما أحاول المذاكرة والتركيز لا أستطيع، بل تنتابني حالة من الاكتئاب الشديد والنسيان حتى أني أنسى أسماء من أقابلهم يومياً.

حينما أحاول أن أمشي أو أسمع ما يقال لي أشعر وكأني أسير على البحر، أحس بدوار دائم ولا أعطي المتكلم أي أهمية أو أي تفاعل مع ما يقوله.

فكرت كثيراً أن يكون هذا من أسباب الغدة الدرقية لأنه موجود في عائلتي، وذهبت إلى دكتورة فقالت ممكن أن يكون كذلك، ولكن من الأفضل أن لا توهمي نفسك الآن لأني مقبلة على اختبارات نهائية، ولا أريد أن أسبب لنفسي حالة نفسية، ثم فكرت أن يكون ذلك حالة اكتئاب بسبب وفاة جدي في هذه السنة ولم أستطع أن أتجاوز الحزن الذي يعتريني، فأنا إلى الآن لا زلت أتذكره وأبكي على فراقه، مع العلم أنه متوفي من سبعة أشهر تقريباً.

فما الحل بارك الله فيكم؟

يعلم الله أني أحس فعلاً بهم، وقلق تجاه ما أعانيه فلا تبخلوا علي بنصيحتكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأعراض الخمول والكسل وضعف التركيز وافتقاد الرغبة والدافعية هي من أعراض الاكتئاب النفسي، وهذه الحالات المتذبذبة - أي أنك كنت في قمة النشاط والتركيز وتبدل الحال لهذا الوضع الجديد - هذا ينطبق بدرجة كبيرة مع ما يعرف بالاكتئاب النفسي الموسمي، وهذا النوع من الاكتئاب نشاهده كثيرًا في المناطق الباردة خاصة في الدول الإسكندنافية، وهو يعتبر من الحالات البسيطة.

أما أسبابه فلا أحد حقيقة يستطيع أن يحدد سببًا معينًا، فوفاة الجد - عليه رحمة الله -ربما يكون عاملاً مساعدًا في ظهور هذه الحالة.

وفحص هرمون الغدة الدرقية أيضًا هي خطوة جيدة، وذلك من أجل التأكد فقط، فأرجو أن تقومي بهذا الفحص، وقناعاتي القوية أن الحالة هي حالة اكتئابية وليس أكثر من ذلك.

وبالطبع من المفترض أن تشجعي نفسك وأن تصري على بذل الجهد وإدارة الوقت بصورة جيدة، والاختبارات النهائية إن شاء الله تعالى تجدي نفسك قد أديتها كما هو مطلوب، فلا تجعليها سببًا لقلقك، لكن لا بد أن تبذلي مجهودًا وتحضري نفسك.

هنالك وسيلة علاجية مهمة جدًّا مطلوبة في مثل هذه الحالات، وهي ممارسة الرياضة، فالرياضة مهمة جدًّا لعلاج هذا النوع من الاكتئاب التكاسلي، ويقال أيضًا أن التعرض للضوء أو أشعة الشمس تفيد، فحاولي أن تكوني حريصة على ذلك.

بجانب ذلك أرى أن عقار بروزاك والذي يوصف في مثل هذه الحالات يعتبر دواءً مثاليًا، ويتميز بسلامته وفعاليته، وأنت محتاجة له بجرعة بسيطة، فيمكن أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفي عن تناوله.

قوة الكبسولة الواحدة من البروزاك - والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) - هي عشرون مليجرامًا، أرجو المداومة على هذه الجرعة، وأؤكد لك أن الدواء دواء سليمًا جدًّا وسوف تتحصلي على فائدة كبيرة منه، وذلك بجانب ممارسة الرياضة بانتظام، وعودي إلى أنشطتك السابقة كما كانت، ومن أهمها المواظبة على الصلوات والدعاء والأذكار مع ضرورة تنظيم الوقت كما ذكرت لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً