الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إذا رفضت خطيبي صاحب الدين والخلق أصبح آثمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عندي 22 سنة، تقدم لخطبتي طبيب الكل يشهد له بالاحترام والأخلاق والتدين.

لكنني عندما تقدم لي لم أشعر تجاهه بمشاعر القبول، ولكن تحت ضغط من أهلي وافقت على الخطوبة على أمل أن أرتاح له نفسيا، وقد مر خمسة أشهر على الخطوبة ولم أشعر بالارتياح، فهل إن رفضته لهذا السبب أصبح آثمة ومفترية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمسمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك أيتها الكريمة أن من أهم ما ينبغي للمرأة المسلمة العاقلة أن تحرص عليه في من يتقدم لخطبتها أن يكون ذا خلق ودين، كما أوصى بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)؛ وذلك لأن الدين يبعث الإنسان على رعاية حقوق المرأة وعدم التقصير فيها، والخلق يدعوه إلى حسن العشرة معها، فبهاتين الركيزتين تقوم الحياة الزوجية وتسعد.

ونحن وصيتنا لك إذا كان هذا الزوج صاحب خلق ودين فهو كفؤٌ لك كما هو ظاهر من الاستشارة، وليس فيه ما ينفرك منه فنصيحتنا لك ألا ترفضيه لعدم وجود مشاعر أو قبول أو نحو ذلك، وأن تستخيري الله سبحانه وتعالى قبل أن ترفضيه، وأن تشاوري العقلاء من أهلك.

أما إذا كان فيه ما ينفرك منه، كأن لم تكن خلقته معجبة لك، وشعرت بالنفرة منه فربما كان من الخير لك في هذه الحالة أن ترفضيه، وسيخلف الله عز وجل لك ما يسعدك.

وفي كلا الحالين سواء كنت تجدين فيه ما يدعوك إلى قبوله أو لا تجدين فإنه ليس في رفضه إثم عليك، فيجوز لك أن ترفضيه ويجوز لك أن تقبليه، فالأمر راجع إليك، ولا إثم عليك في الاختيارين، لكن نصيحتنا لك أن لا ترفضيه إلا إذا كنت تشعرين بالنفور منه، ومع هذا فوصيتنا لك على الدوام أن تكثري من دعاء الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الرزق الحسن، وأن تحسني الظن بالله سبحانه وتعالى فإنه يقول: (أنا عند ظن عبدي بي).

نسأل الله لك الخير كله وأن ييسره ويجعله لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً