الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التلعثم والتأتأه والخوف من الكلام!

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر 23 عام وأعاني من التلعثم والتأتأة منذ الصغر، لكنها كانت بسيطة، وبدأت في الازدياد منذ عدة سنوات، وهذه المشكلة تسبب لي الحرج، واحمرار الوجه عند التحدث خاصة لو كان أمام مجموعة، وأصبحت أتحدث بصوت منخفض، وقليل الكلام، وعند التواجد مع مجموعه لا أتحدث إلا لو وجه لي كلام، وكلامي يكون مختصرا في كلمة أو كلمتين لعدم الإحراج.

وأحياناً تكون لدي الرغبة في سرد موضوع لكن مع إحساسي أو تأكدي أني سوف أتلعثم أفضل الصمت.

كذلك أتهرب من المواقف التي فيها تحدث أمام مجموعة من الناس، ولدي خوف من المواجهة، والتحدث أمام الناس، والتحدث بالتليفون خاصة لو كنت الطالب.
لدرجة أنى لا أرتدي ساعة يد لخوفي من السؤال عن الساعة من أي شخص!
وأجد صعوبة في نطق بعض الحروف مثل (ت , ك, ط, ج ....)، وأشعر بقلق وتوتر مستمر، وخفقان القلب.

الرجاء مساعدتي على التغلب على هذه المشكلة لشعوري بالاكتئاب، وسوء حالتي النفسية، خاصةً أن عملي كمحاسب يتطلب التعامل مع الأرقام وقراءتها.

فبما تنصحونني من أدوية وطريقة استخدامها ولو أمكن أن تذكروا لي سعرها؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

ثانيا: نوعية التلعثم والتأتاة التي تعاني منها أعتقد أنها من النوع البسيط، لكن الذي جعلك أن تكون أكثر قلقا هو أن هذه التأتاة واللعثمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمواجهات الاجتماعية وما ينتابك من قلق ومن مخاوف فيها، وعلاج ذلك:

أولا: لا تراقب نفسك حين تتحدث، هذا أمر مهم جدا، فالإسراف في مراقبة الذات يزيد من التأتاة.

ثانيا: أنا أؤكد لك أنك لست مصدرا للسخرية من قبل الآخرين.

ثالثا: اذهب إلى شيخ المسجد وتعلم منه كيفية مخارج الحروف ومداخلها.

رابعا: تدرب على تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدا، ولتعلم كيفية تطبيق هذه التمارين يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الانترنت التي توضيح كيفيتها، أو تتحصل على كتاب أو شريط يوضح ذلك.

خامسا: يجب أن تقوم بتمارين يومية في المنزل، وذلك من خلال أن تتخيل أنك أمام مجموعة كبيرة من الناس، وقد طلب منك إلقاء محاضرة أو إلقاء عرض أو حديث في مجال معين، عش هذه الخيال بكل قوة، وبالفعل قم بارتجال موضوع معين تحدث فيه بشيء من الإسهاب، وقم بتسجيل ما تتحدث به، وبعد ذلك قم بالاستماع لما قمت بتسجيله، وفي اليوم الثاني تطرق لموضوع آخر، وكرر نفس المشهد ونفس الشيء. هذا طريقة مهمة ومفيدة جدا، ونسميها طريقة التعريض في الخيال وهي ذات فائدة كبيرة.

تخيل أيضا أنه طلب منك الصلاة بالناس في المسجد، وهذا يمكن أن يحدث، عش هذا الخيال.

سادسا: أريدك دائما أن تتخيل وأن تتصور أنك لا تقل عن الآخرين بشيء، أنت بشر وهم بشر، مهما كانت مناصبهم ومواقعهم، ففي الأخير كلنا نشترك في الإنسانية.

الناس تشترك في غرائزها وحاجتها البيولوجية، وفي المرض وفي الموت، لا بد أن تبني هذا الشعور لديك.

أريدك أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية ككرة القدم مثلا، وسوف تجد نفسك تتفاعل تلقائياً ولا إراديا مع الآخرين، وهذا وجد أنه يزيد من الكفاءة النفسية ويؤدي إلى الثقة في النفس، وانحسار القلق والتوتر، وهذا ينتج عنه فصاحة اللسان.

أخيراً أخي: أبشرك أن العلاج الدوائي مفيد ولكنه لا يمكن أن يفيدك إلا إذا طبقت الإرشادات السابقة.

الدواء الذي أنصحك به، يعرف باسم باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).

ابدأ بتناول حبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي 50 مليجراما، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبيتن، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، وبمعدل جرعة صباحا، وجرعة مساء، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفاعلة والسليمة جدا، وهو يعرف بفاعليته خاصة في علاج المواجهات الاجتماعية، وإزالة القلق والتواترات، وإن شاء الله يساعدك في طلاقة لسانك.

هناك دواء آخر يعتبر كدواء مساعد، هذا الدواء يعرف باسم زبرا كساZyprexa واسمه العلمي اولانزبين Olanzapine ، أرجو أن تتناوله بجرعة اثنين ونصف مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، والحبة الواحدة تحتوي على خمسة مليجرام فتناول نصفها.

هذا الدواء دواء ممتاز، وهو دواء مساند، ويفيد في علاج التأتاة، لكن يعاب عليه أنه مكلف بعض الشيء، فإذا توفرت لك الإمكانية للحصول عليه فهذا أمر طيب.

وإذا لم يتوفر لديك، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والدواء البديل له عقار يعرف باسم عقار (هلوبربادول Haloperidol) هذا رخيص جدا في قيمته، والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام فقط، تناولها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ayman

    انا مثلك اعاني من هالمشكله وجربت علاج افكسور وجلست تقريبا سنتين استخدمه واراجع الطبيب لكن كان مفعول العلاج يحسسني بالانطلاق واحساس غريب غير من تصرفاتي العاقله يعني صرت شوي مرجوج.. برأيي العلاج هو ان تتجاهل مشكلتك هذي وانتبه تجلس لحالك كثير حاول تجلس مع اهلك او اصدقائك او اي احد ترتاح له.. كلما احسست بالحب والقرب من احد راح تزيد ثقتك بنفسك

  • أمريكا معاذ

    السلام عليكم ، انا عندي نفس المشكلة اخاف اتكلم مع الناس بس إذا كنت لحالي اتكلم بطلاقة الرجاء إعطائي انسب وافضل علاج وشكرا .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً