الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض الاكتئاب النفسي وأخاف من الأدوية النفسية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص مصاب بمرض الاكتئاب النفسي، ولكن لا توجد أي أعراض قويه تدل على أني مكتئب أو أي شيء يضايقني، والحمد لله لا يوجد منها شيء.

مشكلتي في تفكيري أنا الآن لي ثلاثة أشهر، وأحاول أغير من تفكيري لكن بدون أي فائدة، مجرد بعض ساعات أغير تفكيري فيها وأعيش حياتي وترجع لي نفس الأفكار، مع أني أحس بحالتي أنها متطورة.

أعيش في عالم النسيان، وعالم غير عالمي الذي كنت فيه، قبل ثلاثة أشهر ذهبت لدكتور له خبرة بسيطة بالاكتئاب، ونصحني بأكثر من معلومة جيدة، ولكن نفس التفكير رجع لي مرة ثانية، ولم يفارقني، وقال لي لا تراجع عيادة نفسية، لأنهم سوف يعطونك أدوية لن تقدر على تركها.

أنا بصراحة لا أدري ماذا أعمل! في خوفي الشديد من ضرر الأدوية النفسية، ومن حالتي التي كل يوم تزيد وتزيد .

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالة الاكتئاب التي تعاني منها إن شاء الله هي من الحالات البسيطة، وحسب ما ورد في وصفك أود أن أؤكد لك أن الاكتئاب ليس من الضروري أن يكون اكتئابًا مطبقًا أو شديدًا، وإنما توجد أنواع أخرى من الاكتئاب يكون فيها التفكير السلبي هو المسيطر، وهذا هو نوع الاكتئاب الذي تعاني منه، فالإنسان قد تأتيه أفكار سلبية حول ذاته (ماضيه، حاضره، مستقبله، والعالم من حوله) هذا النوع من التفكير السلبي هو من صميم الاكتئاب النفسي، وهذا ربما تتولد عنه في أوقات لاحقة الأعراض الأخرى، والتي تتمثل في عسر المزاج الحقيقي.

إذن: حالتك هي حالة اكتئابية بسيطة إن شاء الله تعالى، وأنا أقدر مخاوفك من العلاج الدوائي، لكن أريد أن أؤكد لك حقائق علمية أرجو - وبإذن الله تعالى - تقنعك بضرورة أن تعالج نفسك بصورةٍ صحيحة، لأن أنصاف الحلول لا تفيد.

الاكتئاب النفسي يعتبر مرضًا بيولوجيًا اجتماعيًا نفسيًا، ولذا وجد العلماء أن العلاج بنفس المستوى - أي بيولوجي واجتماعي ونفسي - ويقصد بالببيولوجي أي العضوي الكيميائي، فأسباب الاكتئاب الآن من الواضح أن كيمياء الدماغ غير المنتظمة تلعب دورًا في ذلك، ولا يمكن تصحيح هذه المسارات الكيميائية من خلال الإرشاد النفسي أو التوجيه أو التشجيع أو التفكير الإيجابي فقط، هذا يساعد لكن لن تصحح هذه المسارات الكيميائية إلا من خلال الدواء، وبفضل من الله تعالى الأدوية الآن سليمة جدًّا.

العلاج الاجتماعي نقصد به إذا كانت هنالك صعوبات ومشاكل اجتماعية ونمط الحياة غير جيد، فالإنسان يجتهد ليجعل نمط حياته إيجابيًا.

أما بالنسبة للعلاج النفسي أو السلوكي فيُقصد به أن تجعل تفكيرك إيجابيًا، أن تتفائل حول المستقبل، أن تدير وقتك بصورة صحيحة، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل مع أرحامك، أن تكون دائمًا في معية الله تعالى، وتسأله العون..هذه كلها علاجات نفسية فأرجو أن تتبعها.

إذن أتمنى أن تكون قد وصلت إلى قناعة تامة أن العلاج الدوائي مهم، وما ذكرته لك من جانب نفسي وجانب اجتماعي.

من أفضل الأدوية التي تساعد في نوع الاكتئاب الذي تعاني منه هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويُعرف علميًا باسم (فلوكستين) هذا دواء معروف، وسليم، وغير إدماني، وغير تعودي، وفوائده على المكتئبين معروفة ومثبتة جدًّا، ومن ميزاته أنه يحسن الدافعية عند الإنسان ويحسن المزاج ويقلل من المخاوف الوسواسية حول المستقبل.

فإذن توكل على الله، وابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوله بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من سلامته وجدارته وفعاليته أنه لا يحتاج لوصفة طبية لأن تتحصل عليه.

هذا هو الذي أراه، وأنت عرضتَ علينا مشكلتك ونحن عرضنا عليك الحلول بكل أمانة وصدق، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، ونسأله تعالى أن يمتعك بالعافية والصحة والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً