الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وقلق وهلع، وتفكيري مستمر، وأخاف الموت فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من اكتئاب وقلق وهلع، ودائما مكتئب وتفكيري مستمر منذ الاستيقاظ حتى النوم، وأخاف من الموت، وضيق النفس أحس بأن قلبي سيتوقف ولا أحس بطعم الحياة، ما هو العلاج المناسب لحالتي؟

ولكم فائق احترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإن كنت تعاني من الاكتئاب النفسي بمعناه الحقيقي ومكوناته الطبية النفسية المعروفة مثل كدر المزاج وافتقاد الرغبة في أداء الأشياء، واضطراب النوم واضطراب الشهية في الطعام، وعدم الرغبة في المعاشرة الزوجية، والتوترات النفسية والجسدية، وهنالك أعراض أخرى كثيرة. فهذا هو الاكتئاب النفسي الذي يجب أن يعالج.

أما إذا كان الموضوع موضوعا طارئا عابرا مجرد عسر في المزاج، فهذا لا يتطلب العلاج الدوائي.

أنت ذكرت أنك تعاني من اكتئاب وقلق وهلع، حقيقة أتمنى أن تعرض نفسك على طبيب نفسي ليقوم بتقييم حالتك، لأن الاكتئاب النفسي في مثل عمرك يعتبر مهمًا وضروريًا أن نتأكد من جميع مكوناته، وأن نضع العلاج الذي يناسب الإنسان.

والعلاج بصفة عامة يتكون من ثلاثة أقسام أو مكونات أساسية: هنالك العلاج البيولوجي –أي عن طريق الأدوية– وهنالك العلاج النفسي وهو يقوم على المساندة والتفكير الإيجابي، وهنالك العلاج الاجتماعي، ونعني به تغيير نمط الحياة ومواجهة المشاكل وحلها بقدر المستطاع.
فيا أخي: هذه هي المنهجية الصحيحة لعلاج الاكتئاب النفسي.

كما ذكرت لك: الأنفع والأفضل هو أن تقابل طبيبا نفسيا، لكن إذا كان ذلك مستحيلاً فهنالك أدوية سليمة جدًّا يعرف عنها فعاليتها ومجربة في علاج الاكتئاب خاصة الاكتئاب الذي يحتوي على قلق وهلع، من هذه الأدوية والذي نعتبره هو الأفضل هو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام).

فلا مانع أن تتحصل على السبرالكس، وهو لا يتطلب وصفة طبية، وجرعته في البداية عشرة مليجرام يوميًا، تناولها بعد الأكل، يفضل تناولها في أثناء النهار، لكن إذا سببت لك أي نعاس انتقل إلى تناولها ليلاً، بعد شهر ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا ليلاً، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى عشرة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناول هذه الجرعة البسيطة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ: العلاج الدوائي له مراحل، هنالك جرعة البداية، ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة المواصلة والاستقرار، أو ما يسمى بالجرعة الوقائية، ثم هنالك الجرعة التوقيفية والتي على ضوئها يتوقف الإنسان من العلاج.

الدواء دواء ممتاز وفاعل جدًّا، وغالبًا تظهر آثاره الإيجابية بصورة واضحة بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من بداية العلاج.
هذا من ناحية العلاج، ومن النواحي الأخرى: يجب أن تمارس أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي، لأنها تناسب عمرك جدًّا.

استثمر وقتك بصورة إيجابية، هذا فيه فائدة كبيرة، وصعوبات الحياة موجودة، لكن الإنسان يحاول أن يكون إيجابيًا في تفكيره ويتخلص من الأفكار السلبية السوداوية، والإنسان يكون نافعًا لنفسه ولغيره.

احرص أخي الكريم على صلاتك في المسجد، والتواصل الاجتماعي خاصة زيارة الأرحام والمرضى والأصدقاء له قيمة علاجية كبيرة، وبر الوالدين إن كانا على قيد الحياة أو حتى إذا ماتا يعتبر من فرجات الكرب، وأنا أعرف أنك على وعي تام بهذه الأمور، لكن ذكرتها لكن من قبيل التذكرة، ولا مانع أن تتواصل معنا متى ما رأيت ذلك ضروريًا.
للفائدة يرجى مراجعة ما يلي: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).


نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً