الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن ترجع لي تلك الوساوس والمخاوف فما الحل؟

السؤال

المستشار الفاضل: أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة في رمضان الماضي كنت جالسا في البيت مع العائلة فشعرت بوخز في صدري، وارتفاع دقات القلب، ومنذ تلك اللحظة، وأنا أعاني من الخوف والوسواس، والشك بأني مريض من القلب، ذهبت إلى طبيب نفساني، فوصف لي دواءً اسمه سيرترالين 25ميليغرام كل ليلة تناولته لمدة 6أشهر، وعندما تحسنت حالتي توقفت عن الدواء.

الآن بدأت أحس أنه سوف ترجع لي هذه الحالة هل فعلا سوف ترجع لي أم أنني شفيت تماما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ghassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية.
هذه الحالة التي عانيت منها هي حالة من حالات القلق، وتسمى بنوبات الهرع، وهي تتصف بالفجائية والشعور بالتسارع في ضربات القلب، وشيء من الخوف، وكما تفضلت بالوخز في الصدر، وبعد ذلك يحس الإنسان بمخاوف ووساوس خاصة حول عودة هذه المرض في المستقبل، أو أنه مريض بالقلب، أو غير ذلك.

هذه الصورة التي وصفتها هي صورة مثالية جدا لما نسميها بنوبات الهرع أو الهلع، وهي نوع من قلق المخاوف، وهذه لا تعتبر حالة مرضية شديدة، هي من الظواهر المعروفة جدا، والعلاج دائما يكون من خلال تفهم الحالة، ولذا حرصت أن أشرح لك طبيعة هذه الحالة، أنها نوع من أنواع القلق وأسبابها غير معروفة، لكن ربما تكون هنالك عوامل سببت ذلك، بعض الناس قد يكون الجانب الأسري أو الوراثي يلعب دور في ذلك، بعض الناس قد يكون مر بنوع من المخاوف في الصغر، وأصبحت هذه التجربة مختزنة لديهم، وقد تظهر في أي لحظة، وبعض الناس قد تكون شخصياتهم تتميز بالحساسية أصلا.

إذن حتى العوامل التي ذكرناها ليست ذات اعتبار كبير، والشيء المفرح يعرف عنه أن هذه الحالات تختفي بتطور الزمن، وتقدم العمر، هذا هو الوضع تماما، بالنسبة لحالات الهلع.

إذن أرجو أن لا تنشغل بها كثيرا، حتى وإن أتتك في شكل نوبات خفيفة، أنت الآن عرفت ما طبيعة هذه الحالات، وليس هنالك ما يدعوك للذهاب لأطباء القلب، أو التنقل بين الأطباء، لأن هذه الحالة ليس لها علاقة أبدا بأمراض القلب هي حالة حميدة تماما، وذات طابع نفسي.

هناك بعض الإجراءات السلوكية تساعد الإنسان في مثل هذه الحالة، أهمها أولا: أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة رياضة المشي أو السباحة أو كرة القدم، أي رياضة تتاح لك سوف تكون أمرا جيدا ومفيدا.

ثانيا: تمارين الاسترخاء ويمكنك أن تطبقها وهي بسيطة جدا، اجلس في غرفة هادئة على كرسي مريح، أو استلق على السرير، اغمض عينيك وافتح فمك قليلا، ثم بعد ذلك خذ نفسا عميقا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء اقبض على الهواء قليلا في صدرك، وذلك لإتاحة الفرصة للأوكسجين لينتشر حول الجسم بصورة مركزة، وكاملة بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون بقوة وببطء.

كرر هذه التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

ثالثا: إدارة الوقت بصورة صحيحة هذا إجراء سلوكي مهم جدا، لا تدع أي مجالا للتكاسل، وإضاعة الوقت والفراغ، الذي يجلب لك هذه المخاوف، وهذه الوساوس.

أنت الحمد لله تعالى شاب، ولديك طاقات نفسية وجسدية وأنت في مرحلة الطلابية، ولديك الكثير جدا الذي تريد أن تقوم به، فعلى هذه النسق تستطيع أن تدير وقتك بصورة ممتازة جدا، وهذا سوف يفيدك كثيرا.

رابعا: لا بأس من استخدام الدواء، أنت استخدمت عقار( سيرترالين) بجرعة بسيطة جدا، وهي 25 ميلجرام وقد أفادتك هذه الجرعة، وأنا لا أقول لك ارجع الآن وتناول الدواء لكن إذا شعرت بأي نوع من عدم الارتياح لا مانع من أن تتناول (السيرترالين) مرة أخرى بجرعة25 مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، لكن بعد ذلك ارفعها إلى 50 مليجرام، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى 25 مليجرام يوميا لمدة شهرين ثم اجعلها 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.،

إذن الخارطة العلاجية بالنسبة لك واضحة جدا، وحالتك بسيطة، وأقول لك أنك الآن في وضع التعافي، وهو الشفاء، ونحن في الصحة النفسية الطب النفسي لا نعتبر الانقطاع التام للأعراض هو شرط الشفاء؛ لأن الإنسان بطبيعته يجب أن يخاف قليلا، يجب أن يقلق، ويجب أن يوسوس هذه أمور طبيعية، المهم أن تنظر لمستقبلك بصورة إيجابية وأؤكد لك أن هذه الحالة حالة بسيطة جدا.

بارك الله فيك وأشكرك كثيرا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً