الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت بخوف شديد وثقل في الجسم فهل يكون حسدا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 15سنة, منذ صغري كنت أمارس حياتي طبيعية جدا-الحمد لله-, ولكن بدأت معي حالة غريبة منذ سنة تقريبا من دون أية أسباب: لا موت قريب ولا أي شيء آخر فجأة شعرت بخوف شديد, وتسارع في نبضات القلب, وثقل في الجسم حتى أنني لم أستطع الجلوس, وصعوبة في الكلام, وخوف من الموت مع نوبة بكاء شديدة, وبعدها بفترة بدأت أشعر بخوف من الموت ومن الأمراض, وبحزن وقلق شديد ووساوس حتى أنني إذا خرج أحد من أفراد عائلتي من البيت أتشاءم أن هناك مكروها سوف يحصل له أو لي,ولكن هذه النوبات لا تستمر معي, فإن استمرت فتكون لمدة أسبوع ولا يقل عن أسبوعين.


أشعر كثيرا بخوف من النوم حيث إنني أقلق كثيرا ويصاحبني أحيانا أرق بسيط, وأكثر هذه الحالات تأتيني في فترة المساء, ولكن الشيء الوحيد الذي يستمر معي هي الوساوس, وأصبحت أقل اجتماعا مع صديقاتي حيث أشعر بأنهم لا يريدوني بينما كنت في السابق محبوبة بينهم, وأنا بطبعي هادئة, وكثيرا ما أفضل أن ألبس الشيء البسيط خوفا من أنهم يحسدونني فيأتيني مرض بسبب العين.

ذهبت إلى قارئ وقال لي: إنه حسد وسيذهب قريبا-إن شاء الله-بعد الرقية ولكنه بعد الزيت الذي أعطاني ظهر في جسمي بثور حمراء للعلم فقط-.

ماذا أفعل؟ هل أذهب إلى طبيب نفسي أم استمر على الرقية الشرعية؟ علما بأنني لم أنتهي منها, أنا في بداية العلاج بها, ولكن قبل أن تأتيني هذه الحالة كانت هناك صديقة لي أحبها كثيرا ولكنها لا تقدرني فبكيت منها لماذا تفعل بي هكذا؟ وبعدها شعرت بالخوف والقلق... الخ فهل يكون السبب أم أن كلام القارئ صحيح؟

أفيدوني جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الأعراض التي أصابتك نسميها بنوبات الهلع أو الهرع، وهي نوع من القلق النفسي المفاجئ، وهذا النوع من القلق النفسي دائمًا ينتهي بشيء من الوساوس وحديث النفس.

هذه الحالات في مثل عمرك تعتبر تطورًا طبيعيًا جدًّا خاصة في مرحلة اليفاعة وعند البلوغ وما بعد البلوغ، وهذه الحالات النفسية كثرت جدًّا في هذا الزمان، وذلك نسبة للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الكثيرة التي حدثت في حياة الناس، وكذلك ارتفاع مستوى الوعي الصحي لدى الناس، وافتقاد الاستقرار النفسي بصفة عامة ولأسباب كثيرة.
إذن هي حالة من الحالات البسيطة، أرجو أن لا تنزعجي لها مطلقًا، والوساوس التي تأتيك يجب أن تحدي من شدتها وذلك بأن تقتنعي أن الحالة بسيطة وأن الحالة هي مجرد نوع من القلق والقلق الذي أتاك يتمثل في شكل هرع، وهذا سوف يختفي تمامًا, هذه هي النقطة المهمة التي أود أن أركز عليها، فحالتك ليست مرضًا عقليًا، ليست اضطرابات في الشخصية، ليس لديك ما يُشير إلى بوادر اكتئاب أبدًا.

إذن تحقير فكرة الوساوس وتحقير فكرة الخوف مهم جدًّا.

بالنسبة لموضوع العين والحسد: نحن نؤمن بالعين ونؤمن بالحسد ونؤمن بالسحر لكن كثيرا -لا أقول المشايخ- بل بعض الناس الذين يتعاملون مع هذه الأشياء من الناحية الشرعية أعتقد أنهم ينقصهم التوفيق في المسميات الصحيحة, العين والحسد والسحر أمرها عند الله، نعم قد تكون هناك بعض المؤشرات لكن في نهاية الأمر الإنسان يمكن أن يقرأ على نفسه وهذا هو الأفضل، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، ويحافظ الإنسان على صلواته وعلى تلاوة القرآن، ويقرأ المعوذتين، وهذا من وجهة نظري يكفي تمامًا لمن أُصيب بالعين أو الحسد أو السحر أو حتى خلاف ذلك، حتى الإنسان الذي لم تصبه هذه الأشياء، يجب أن يحصن نفسه بهذه الأذكار.

أعتقد أن الأمر يجب أن لا يتعدى ذلك، ويجب أن لا تفكري حول هذا الموضوع باسترسال، لأن ذلك سوف يُدخلك في توهمات مرضية كثيرة.

أنا أيضًا أدعوك لأن تشغلي نفسك بما هو أفيد، فأنت في مرحلة التكوين: التكوين النفسي والذاتي، والتكوين الدراسي، والتكوين العاطفي، إذن أديري وقتك بصورة جيدة، بصورة ممتازة، ركزي على دراستك، تواصلي مع صديقاتك، اجعلي دائمًا رفقتك من الصالحات من الفتيات، حافظي على عباداتك في وقتها، وعيشي الحياة بقوة، وانظري للمستقبل بأمل ورجاء, هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي سوف ينفعك ويفيدك.

حالتك لا تتطلب أدوية قوية، لكن للقضاء على هذه الوساوس يفضل أن نصف لك علاجا بسيطا وسليما، الدواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) يمكنك تناوله بجرعة بسيطة جدًّا وهي خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

لا شك أنك إذا استطعت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي هذا سيكون أفضل، والطبيب سوف يحاورك وسوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، وإن رأى أن هنالك حاجة للدواء سوف يصفه لك.

أنا قمت بتوجيه بعض النصح, وكذلك وصفت الدواء في حالة أنك لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب، أما إذا تمكنت من الذهاب إلى الطبيب فخذي بالنصائح التي سوف يذكرها لك إضافة لما قلناه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن طريقة الرقية الشرعية (237993- 236492-247326) وعلاج الخوف من الموت سلوكيا 259342 - 265858 - 230225) ففيها خير كثير, وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً