الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذنوب الماضي تعذبني فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا والحمد الله أصلي، ولكن قبل عدة سنوات قمت بمعصية الله، والله أعلم أن نيتي كانت صافية، تعرفت على شخص حسبت أن نيته نية خير معي، ولكن اتضح أن نيته نية سوء، والحمد لله أن الله أنجاني منه، مع العلم أنه في كل مرة يراني بها يحدث شيء سيء له، وكأن الله أعطاني رمز أن أبتعد، والحمد لله تزوجت، و أحب زوجي جدا، ولكن هذا الماضي يزعجني ويعذب ضميري، ولا أستطيع أن أبوح به لزوجي لأني أعلم أن الحياة بيننا لن تستمر أعلم أن الله غفور رحيم وستار، وأنا أريد السترة ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nadera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يتوب عليك وأن يتقبل منك التوبة، وكوني على ثقة أيتها الكريمة بأنك إذا تبت التوبة التي أرادها الله عز وجل وذلك بالندم على ما فات والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب في المستقبل مع تركه في الحال، فإن من تاب هذه التوبة قبل الله عز وجل توبته، ومحى ذنوبه، وأبدل سيئاته حسنات.

هكذا أخبرنا الله تعالى في كتابه بأنه يبدل سيئات التائب حسنات، وأنه يقبل التوبة عن عباده، وأنه غفور رحيم، يمحو للعبد الذنوب السالفة مهما عظمت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

فنحن نهنئك أيتها الكريمة على ما منّ الله عز وجل به عليك من التوبه مما كنت فيه من الغفلة، وعلى تسليم الله عز وجل لك من الوقوع فيما يفضحك في الدنيا فيفسد عليك الدين والدنيا، ونوصيك بأن تكثري من شكر الله تعالى على هذه النعمة، وتقابلي هذا الشكر بكثرة الطاعات والاستغفار، والإكثار من الحسنات، فإن هذا هو شأن الشاكرين.

أما ما مضى من الزمان وما مضى من الأفعال التي كنت تفعلينها، فينبغي أن تطوي ذكرها ولا تبوحي بها لأحد قريبًا كان أو بعيدًا الزوج أو غير الزوج، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى من وقع في بعض الذنوب بأن يستر على نفسه ما دام الله عز وجل قد ستر عليه، فقال عليه الصلاة والسلام: (ومن وقع في شيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله) فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه من رحمة الله عز وجل بك أن أمرك بأن تستري على نفسك ووعدك بأن يغفر لك تلك الذنوب وأن يتجاوز عنك، فأصلحي مستقبل حياتك بالإكثار من الأعمال الصالحة وكثرة الاستغفار والذكر، والاجتهاد في أداء حقوق الزوج بقدر الاستطاعة، فإن هذا أيضًا من شكر النعمة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يكتب لك السعادة في دنياك وآخرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً