الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعالجت من هيستريا الأعصاب ولكني أصبت بعدها بالهلع، فهل هذه نكسة لحالتي؟

السؤال

دكتور لو سمحت أنا كنت قد تعالجت من هيستريا الأعصاب لشهرين من خلال الأنديرال وسلبيريد 50 3 مرات باليوم، ولله الحمد تحسنت كثيرا وزالت عني الدوخة والضجر وحرارة الوجه والتعرق، وضيق النفس والخفقان والرعشة الداخلية الملازمة لي شهرين كاملين والرجفة بالقدمين وقت النوبة والحاجة الملحة لتناول الطعام كل ساعتين، وصار لي ستة شهور متوقفة عن العلاج إلا الأنديرال وقت الضرورة مع تمارين الاسترخاء، لكن تقريبا صار لي شهر أسبوعيا مرة واحدة وفي الليل حصريا وبعد نومي بساعة تماما أنهض وكأني مرعوبة، دوخة وخفقان ورعشة برجلي ورجفة داخلية بكل جسدي، أتناول حبة الأنديرال وكوبين لبن وملعقتي عسل لأقوى على الرجفة، فهل هذا نكس لحالتي السابقة؟ وهل هذا تمهيد لعودة المرض من جديد؟

وماذا أفعل وخاصة بقدوم رمضان أفكر بتناول الأنديرال مستمرة فقط بشهر رمضان لأقوى على الصيام؟ هل من ضرر على حالتي أو معقبات مستقبلية لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عز الدين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأعتقد أن حالتك هي حالة من حالات القلق، وأنا حقيقة لا أفضل مسمى هستيريا الأعصاب، لأنه يحمل حقيقة سمات سلبية ويعتبر نوعًا من الوصمة الاجتماعية، والذي حدث لك – من وصفك – هو نوع من نوبات القلق، ويظهر أنها تحمل سمات نوبات الهرع أو الهلع، حيث إن هذه النوبات تأتي في شكل دوخة وخفقان ورعشة ويحس الإنسان بشيء من المخاوف.

الحالة تعتبر حالة مزعجة حقيقة يجب أن نؤكد على ذلك، لكنها بسيطة وليست خطيرة، وهي تزول إن شاء الله تعالى مع الأيام، ومن الجميل أنك تطبقي الآن تمارين الاسترخاء، أرجو أن تستمري عليها، وعقار سلبرايد الذي تناولته هو دواء جيد لعلاج حالات القلق، لكن يعاب عليه أنه ربما يرفع من مستوى هرمون الحليب الذي يعرف بـ (برولاكتين) لدى النساء.

الإندرال دواء يعالج الجوانب الفسيولوجية للقلق أو الهرع أو المخاوف، وأقصد بالجوانب الفسيولوجية الرعشة والدوخة وتسارع ضربات القلب، لكنه لا يقتلع الخوف من جذوره، لذا الدواء المفضل والذي أنصحك بتناوله، والذي إن شاء الله يسهل عليك كثيرًا أمر الصيام هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوبرام).

ابدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها يوميًا لمدة ستة أيام، يفضل تناولها ليلاً أو بعد الإفطار في رمضان، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء يعتبر من أفضل وأنجع الأدوية التي تعالج نوبات الهرع والهلع أو ما سميته بهستيريا الأعصاب.
إن شاء الله تعالى لا توجد أي معقبات مستقبلية سلبية، الحالة حالة بسيطة وسوف تنتهي إن شاء الله تعالى، وعليك أيضًا أن تساعدي نفسك من خلال المزيد من الثقة في مقدراتك، أن توزعي وقتك بصورة إيجابية، وتديريه بصورة نافعة، وجهي مجهودك نحو بيتك وزوجك والأولاد، وعليك بممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة، استغلي شهر رمضان في رفع معدل العبادة وتلاوة القرآن، والتواصل الاجتماعي الإيجابي دائمًا يعطي الإنسان الثقة في نفسه، وأرجو أن تتجاهلي تمامًا هذه الأعراض، فهي سوف تختفي وتنتهي تمامًا إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير بحلول نسائم شهر الصيام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً