الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل المرأة كمضيفة طيران ومحاذيره

السؤال

أنا شاب عمري 24 عاماً، أمر بابتلاءات كثيرة، وأنا في حيرة في حلها، وحالياً أمر بمشكلة ولا أعلم هل قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) تنطبق علي أم لا؟ أرجوكم أنا بحاجة لمساعدتكم حتى أكون على الطريق المستقيم، وألا أغضب ربي وأنا لا أعلم، جزاكم الله خيراً.

كنت أعيش أنا وأختي ووالدي في بيت مملوك لأمي وباسمها، بعد ذلك توفيت والدتي وانفصل عنا والدنا وأصبح يعيش بمفرده في بيت آخر مملوك لأخيه الذي هو عمي، وكان جدي وجدتي من أمي يصرفون علينا أنا وأختي إلى أن توفيا هما أيضاً منذ سنة (رحمهما الله) وقد أوصوا بنصيبهم في ميراثهم من والدتي في البيت لي أنا وأختي بعد القسمة الشرعية من المحكمة.

لدي ثلاثة أخوال وخالة فقط، وكلنا نعلم بشأن هذه الوصية، وأنا طالب ولم أتخرج بعد، وأختي لم تتزوج بعد، فاحتجنا أن نبيع البيت الذي نعيش فيه حتى أجد مالاً أكمل به مصاريف دراستي في الجامعة، خاصة أن أخوالي تدخلوا في الميراث من ناحية نصيب جدي وجدتي بعد وفاتهما، بالفعل تم بيع البيت، ولكن أخوالي وخالتي رفضوا أن يحققوا الوصية! وأخذت نصيبي أنا وأختي ووالدي حسب القسمة الشرعية من المحكمة، ونعيش حالياً مع والدي لكنه يسيء معاملتنا، كما أن البيت الذي يعيش فيه في الأحياء الشعبية، وكنا نعيش في حي راق متوسط، بالإضافة إلى أنه لا يعمل، فاضطررت أن أعمل في أي عمل مؤقت.

قامت أختي بالتقدم لوظيفة كمضيفة طيران في شركة العربية الإماراتية للطيران، وحالياً هي مستقرة فيها وترسل لي المال لإكمال الدراسة، لأني في كلية الحقوق، ومن الصعب علي أن أجمع بين العمل والدراسة، خاصة أني رسبت كذا سنة، بسبب الظروف التي مررت بها.

لدي سؤالان: أولاً: هل وصية جدي وجدتي يجب أن تنفذ من قبل أخوالي وجدتي أم هذا حقهم بالميراث؟ خاصة أن الوصية لم تكن مكتوبة، وفي القانون المصري يشترط أن تكون مكتوبة، فهل هم آثمون بذلك؟

ثانياً: مشكلة أختي التي والله لا أعرف أن أنام بسبب ما قرأته عن حرمة العمل في الطيران للإناث، وأن المال منه حرام، لكن المشكلة أني كلمتها أن تتركه وتبحث عن عمل آخر، تقول لي إنها تحب الطيران، وأن الضرورات تبيح المحظورات، بالإضافة إلى أن شركة العربية الإماراتية لا تقدم بيرة وخموراً، ويمكن أن ترتدي بنطالاً في العمل، وليس اللبس المعتاد، هذا هو دائماً ردها.

ما العمل الذي أفعله تجاهها؟ أرجوكم أريد نصائح كي أتمكن من مواجهة الظروف التي أعيش فيها، خاصة أني أنا وأختي أصبحنا وحدانيين تماماً بعد وفاة أمي! وأعاني من إحباط ويأس فظيع، إلا أني والله عندي أمل في الله، لكنه سرعان ما ينطفئ.

أرجوكم ساعدوني باستشارتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يغنيك بفضله عمن سواه، وأن يقضي حاجاتك كلها.

أما عن الوصية أيها الحبيب فإن الوصية فهي الثلث أو أقل من الثلث لغير الوارث واجبة التنفيذ، وإن لم يرض الورثة بها، ومن ثم فكان على ورثة جدتك أن يؤدوا إليكم ما أوصت به الجدة، هذا إذا ثبتت الوصية بأن حضروها هم أو شهد الشهود بها، وإن لم يفعلوا مع ثبوتها فإنهم آثمون، أما إذا لم تثبت الوصية فإنهم لا يأثمون بذلك.

أما عن عمل أختك وعملها في شركة الطيران، فالمعهود أيها الأخ الكريم والمعروف أن المضيفات في الطائرات لا يسمح لهن أن يلتزمن بالآداب الشرعية التي أمر الله عز وجل المرأة بالتزامها، فإنها لا شك تقع في بعض المخالفات الشرعية، إما في ملبسها وإما في إبداء زينتها، وإما في كشف ما لا يجوز كشفه أمام الرجال الأجانب، وغير ذلك من المحرمات، ومن ثم فإن الواجب عليك أن تنصح أختك بقدر الاستطاعة بأن تتخلى عن هذا العمل، وتبحث عن عمل آخر إن كانت محتاجة إليه، تتمكن فيه من التزام الحدود الشرعية، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ولا يجوز لها أبدًا أن تستسلم لأمر الواقع، وتبقى على ما هي عليه من المخالفة الشرعية دون بحث عن عمل آخر، متعللة ومتعذرة بما ذكرت.

أما قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) فهي قاعدة شرعية صحيحة، ولكن الضرورة هي ما يخشى معه الإنسان الهلاك والتلف أو تلف جزء من أجزائه، ولا يجد ما يدفع به عن نفسه، هذا الهلاك إلا الحرام، ففي هذه الحالة يجوز له من الحرام ما يدفع به الضرر عن نفسه، وهذا فيما نرى غير منطبق على هذه الحالة، فإن أختك بإمكانها أن تبحث عن عمل آخر، ولعلها تجد - إن شاء الله - لكن لو فُرض أنها لا تجد عملاً آخر، وكانت لا تجد ما تنفق على نفسها ففي هذه الحال يمكن أن يُقال بأن عليها أن تلتزم بما تقدر عليه من الأحكام فترتدي الحجاب وتغطي مفاتنها، وتبقى في هذا العمل إلى أن تجد عملاً آخر، مع وجوب البحث عن عمل آخر وعدم الاستمرار في هذا العمل مع القدرة على التحول عنه إلى غيره.

ونحن ننصحك أيها الحبيب بأن تحاول أن تبحث عن عمل تتمكن من كسب مصاريفك من خلاله، مع القيام بالدراسة، وهذا شأن كثير من الشباب الذين يدرسون مجالات أدبية كالمجال الذي تدرسه أنت، واستعن بالله سبحانه وتعالى ولا تعجز، ونوصيك أيها الحبيب بالتعرف على الرجال الصالحين في المساجد، ومحاولة حضور مجالسهم، والإكثار من اللقاء بهم، فإنهم سيكونون - بإذن الله تعالى - عونًا لك على الثبات على الطاعة وتجنب الحرام.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك كله، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مى عبدالنبي

    اقول لى اخى عبدالرحمن الصبر وبدعى لامة وجدة و جدتة بالرحمة و المغفر الحسنة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً