الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدكتور قال بأني أعاني من الاكتئاب بسبب بعض الأعراض، فهل هو محق؟

السؤال

أنا صاحب استشارة سابقة برقم 2113224 ونصحتموني بعشبة القديس جون والدوجماتيل، واستخدمتهما شهراً ونصف، وشفيت بنسبة 70% تقريباً، ثم توقفت عنها ورجعت لي الأعراض مرة أخرى.

الآن أعاني من خوف من الأمراض، وإحساس غريب بالجسد، بالرغم من أني ذهبت لطبيب وعمل لي تخطيطاً مرة أخرى، وقال بأني أعاني من اكتئاب، وأنا لا أشعر بأني مكتئب، بل بالعكس .. مزاجي دائماً ممتاز وهادئ جداً - ولله الحمد - لكني كثير الانعزال في البيت بسبب الحالة الجسدية التي أمر بها، حيث أني قبل شهر تقريباً كنت مع بعض الأصدقاء وأكثرت من شرب الشاي والقهوة والكولا والتدخين، فأصابتني نوبة هلع حادة في الصباح، شعرت بأنها الموت.

أشعر أحياناً بدوخة، خصوصاً وأنا في السيارة، وتعرق في اليدين والقدمين، وضيق تنفس، وشعور غير مريح أبداً، ودائماً أشعر بأني مصاب بمرض، ولكن لم يكتشفه الأطباء، وهذا تفكيري يومياً.

دائماً وأنا مسترخ أشعر بدقات قلبي، وحتى في وقت الهدوء نبضات قلبي في حدود (66) ومع هذا أشعر بها واضحة جداً بالرغم من أني أحياناً أعاني من خفقان خفيف، وليس كالسابق، في بعض الفترات خصوصاً بعد الأكل.

أحياناً أرى نبضاً في كف يدي اليسرى واضحاً جداً أراه بالعين المجردة، مع ألم بسيط، وأشعر برجفة داخلية في الجسم، بالرغم من أن الطبيب قال لا يوجد شيء يدعو للقلق، ونصحني بالسيبرالكس، لكن لي تجربة فاشلة معه، فهل هذا الأمر يدعو لمراجعة طبيب مختص؟ وما هو التخصص المسؤول عن مثل هذه الحالة؟

هناك نقطة لم أوضحها في الاستشارة السابقة، وهي أن حالة ترقب القلب والخوف من المرض كانت لدي منذ أيام الطفولة، حيث ذهبوا بي لعدة أطباء ولم يجدوا شيئاً، ثم تكررت الحالة في أيام المراهقة، ولكن لم أذهب لأطباء، وأيضاً لدي عادة هز الرجل منذ أيام المراهقة، ولا زالت موجودة، حتى لو لم أكن متوتراً.

هل تنصحني يا دكتور محمد بتناول دواء؟ وهل صحيح بأني لن أخرج من هذه الحالة إلا بدواء؟ كما قال لي طبيبان بأنها حالة تستوجب الدواء، بماذا تنصحني يا دكتور؟ هل الفلوزاك ينفع لمثل حالتي؟ لأني سمعت بأنه قليل الأعراض الجانبية، علماً بأن لدي خوفاً من الأدوية، لا أعلم لماذا !

يا دكتور محمد: أنا - ولله الحمد - متوفر لدي وضيفتان الآن كلها ممتازة، ولكن لم أستطع أن أسعى فيها بسبب حالتي، فدائماً أؤجل حتى أخرج من هذا الوضع السيء، فدائماً أشعر بأني تعبان ومريض، علماً بأنه ليس لدي أرق، ونومي تقريباً ممتاز، إلا أنه خفيف، فأي صوت أستيقظ منه، حتى لو كان خفيفاً، وأنا كذلك كثير التفكير.

ما هو تشخيص حالتي؟ وما هو الدواء الذي تراه مناسبا لها؟ وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن حالتك بسيطة، وهي أنك تعاني من قلق المخاوف، وربما يكون لديك أيضًا اكتئاب ثانوي من درجة بسيطة، والطبيب الذي ذكر لك أنك تعاني من الاكتئاب ربما يكون محقًّا، لأن الاكتئاب ليس من الضروري أن يظهر في شكل اضطراب في المزاج، فالإنسان قد يكون مزاجه جيدًا لكنه مكتئب في نفس الوقت، وهنالك نوعيات من الاكتئاب تظهر في أعراض جسدية كالآلام العامة وضعف الشهية للطعام وافتقاد الدافعية والميول للانعزال، هذه كلها أعراض اكتئابية، فلا تنزعج أبدًا لما قاله لك الطبيب، فدرجة الاكتئاب التي لديك هي درجة بسيطة، والأمر كله يتعلق بقلق المخاوف.

بالنسبة للعلاج: أنا أولاً أنصحك بألا تتردد على الأطباء كثيرًا، هذا مهم جدًّا، لكن يمكنك أن تقوم بمراجعة طبيب واحد مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر مثلاً، وذلك من أجل إجراء فحوصات طبية عامة، هذا يطمئنك كثيرًا.

ثانيًا: بالنسبة لظهور النبض على يديك، هذا أمر طبيعي جدًّا، وهذا دليل على وجود الصحة أن هذه الشرايين تعمل بصورة ممتازة وصحيحة، والإنسان إذا كان جسده نحيفًا تظهر لديه هذه الشرايين بوضوح، خاصة شرايين الرقبة، تلاحظ في بعض الناس من النحفاء، النبض واضح جدًّا لديهم، فلا تنزعج لهذا الأمر، وأعتقد أن القلق هو الذي جعلك تفكر مثل هذا التفكير.

أنا أنصحك مرة أخرى بممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء، هذه كلها مهمة وضرورية، ولابد أن تدفع نفسك نحو العمل، وأرجو أن لا تضيع فرصة هذه الوظيفة التي وجدتها، العمل فيه تأهيل كبير جدّا للإنسان جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أرجو أن لا تتخوف منه؛ لأن الرزمة العلاجية الصحيحة لمعظم الحالات النفسية تتكون من علاج نفسي سلوكي وعلاج بيولوجي – أي دوائي – وعلاج اجتماعي.

العلاج الاجتماعي في مثل حالتك هو العمل، والتواصل الاجتماعي، والاجتهاد في العبادات، ومواصلة وتواصل مع الأصدقاء، هذا كله نوع من العلاج الاجتماعي، والعلاج النفسي هو أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تحقر فكرة القلق، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة.

العلاج البيولوجي هو الدواء بجانب ممارسة الرياضة، هذه علاجات بيولوجية حقيقية، فلتتحصل على الفائدة المرجوة القصوى من العلاج يجب أن تأخذه بمحاوره الثلاثة، وعقار بروزاك من الأدوية الممتازة جدًّا ومن الأدوية المفيدة والفاعلة، لكني أريدك أن تلتزم بتناول الدواء بصورة صحيحة وبالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، وهذا هو معيار نجاح الدواء الحقيقي.

الجرعة التي تبدأ بها هي كبسولة واحدة من الفلوزاك يوميًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين – أي 40 مليجرامًا – وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى - وإذا تمكنت من مقابلة أحد الأطباء النفسانيين فأعتقد أن ذلك أيضًا سوف يكون أمرًا مجدياً ومفيداً ونافعاً بالنسبة لك.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكيا (263760 - 265121 - 263420 - 268738) .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً