الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التركيز على الآخرين، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 19 عاما كنت خجولا دائما، وأنتقد نفسي كلما قمت بتصرف ما تجاه الآخرين حتى ولو كان تافها، إلا أن علاقتي مع أصدقائي وأقاربي كانت جيدة.

بدأت مشكلتي قبل 4 أشهر، حيث تشاجرت مع زميلة لي في القسم بسبب سلوكها، وعندما أنظر إلى الأستاذ كانت تظن أنني أنظر إليها مع العلم أنني لم أكن أعيرها اهتماما، ومع مرور الأيام ظهرت مشكلتي حيث أصبحت أنظر إليها بطريقة غير مباشرة، عين مع الأستاذ وفكري والعين الأخرى مركزة حولها، مع العلم أنني لم أكن أريد النظر إليها، ودائما ما كانت تحس بي, وهذا ما كان يسبب لي الضيق, وعندما غيرت مكان جلوسي وجدت أن هذه المشكلة قد سيطرت علي حيث وقعت في نفس المشكلة مع زملائي الآخرين، وعندما أكون خارج القسم معهم أو مع غيرهم أكون عاديا.

بعد انتهاء الموسم الدراسي تفاقم الوضع وأصبحت أقع في نفس المشكلة سواء مع أصدقائي أو عائلتي، فمثلا عندما أشاهد التلفاز ويجلس فرد من أفراد عائلتي بجواري يكون فكري منصبا نحوه، أو عندما أكون في المسجد ينتابني نفس الشعور، ودائماً ما يحسون بي، مما يسبب لي الحرج ويبعدني عنهم، فهل من علاج طبي؟

عذرا عن سوء التعبير، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال وعلى التواصل.

قد يكون في سؤالك أكثر من جانب، وهي ليست بالضرورة أن تكون مترابطة مع بعضها.

من الواضح أنك شديد الحساسية؛ حيث تنتقد نفسك وتشعر باللوم حتى للأسباب البسيطة، ومع ذلك فقد كانت علاقتك بالآخرين طيبة.

وهناك "شجارك مع زميلتك في القسم بسبب سلوكها" ومن ثم بدأت تهتم بها وتنظر إليها مما أزعجها، وأحسنت -ربما- عندما انتقلت لمكان آخر للجلوس، فهذا يدل على تفكيرك واتخاذ قرار مناسب بهذا الأمر.

ولكن يبدو بعدها أنك بدأت "تتعلق" بهذه الزميلة، وأخذت تنظر إليها كلما استطعت، وبشكل ما بدأ "يسيطر" عليك بالرغم من عدم رغبتك بهذا النظر، وهو الأمر الذي يحصل في حياتنا جميعا عندما نتردد في فعل شيء أو عدم فعله، وهذا لا يعفينا طبعا من مسؤوليتنا، ففي نهاية الأمر نحن نفعل ما نريد فعله، ولا يمكننا ردّ هذا الفعل لأمر غير إرادي، وكأن شيئا أجبرنا على فعله كالنظر للآخرين، وليس هناك "مرض نفسي" يجعلنا ننظر ويسلبنا مسؤوليتنا الفردية, فإذا نظرنا فلأننا نريد أن ننظر، وإذا لم ننظر فلأننا لا نريد النظر.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشفع لنا بعض الشيء في النظر أو عدمه هو إن كانت عندنا بعض الأفكار الوسواسية القهرية المتعلقة بالأمر، ولكن حتى هذا فإنه لا يسلب إرادتنا كليا؛ لأن النظر أو عدمه يتطلب الكثير من الحركات والتصرفات التي يمكننا أن نوقفها في مرحلة من المراحل.

محاولة التدريب على عدم الاستجابة لنداء النفس في فعل عمل ما طالما أننا نشعر أن الأولى عدم فعله، يمكن له أن ينفع في مثل هذه المواقف.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً