الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخجل الشديد... أريد له علاجا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تتلخص في الآتي:
أنا عندي خجل شديد، وأحيانا خوف، يعني مجرد أن أحدا يرفع صوته علي أخاف وتأتيني رعشة، ويحمر وجهي، وأتلعثم في الكلام، وأحس أن رجليّ لا تحملاني، وأيضا أحس بخوف من دورات المياه، أكثر الأحيان أترك الباب مفتوحا، وأيضا لا أحضر المناسبات ولا أستطيع صب القهوة للضيوف، وأحس في نفسي أن الناس يكرهونني، ودائما إذا صارت عندي مشكلة لا أقدر على مواجهة الموقف، وإذا انتهى الموقف أبكي وأقول يا ليتني - سويت كذا وفعلت كذا -، ودائما أدعو على نفسي بالموت، ولا أستطيع أنسى المواقف بسهولة.

أحس كأن فيّ عداوة بيني وبين الناس، أنظر لهم نظرة خوف؛ لأني عندما كنت صغيرا كان دائما بيتنا كله مضاربات ومشاكل، أخي الكبير كان يسبب لي رعبا، كان دائما يضربني ويلطمني، فصرت أخاف من المضاربات خوفا غير طبيعي، وأخاف أحيانا من أشياء تافهة، وكثير الشك والوسوسة.

أتمنى يا دكتور تعطيني الدواء المناسب لحالتي، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الواثق بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.
من الواضح أنك شديد الحساسية، ولهذا لاشك علاقة بطريقة التربية والنشأة الأولى في صغرك، وخاصة مما وصفت من معاملة أخوك الأكبر، وإرهابك.

فإذا أنت الآن شديد الخوف بالشكل الذي وصف، ولاشك أن أصوات الناس المرتفعة تعيد إليك تلك الذكريات المؤلمة، حتى في لاشعورك، عندما كان أخوك يضربك ويؤذيك.

وحتى خوفك من دخول الحمام بحيث تبقِي الباب مفتوحا، فهو إما لأن الأخ كان يحبسك في الحمام أو يضربك فيه مما كوّن عندك ردة الفعل هذه أو لأن الحمام بضيقه يجعلك غير مرتاحا لأنك لا تحب أن يأسر أحد حريتك، وأيضا كما كان يفعل أخوك.

مما ورد في سؤالك يبدو أن عندك حرجا وترددا في لقاء الناس، وخاصة في الجمع الكبير، وربما يعود هذا لضعف الثقة بالنفس، وهذا أيضا متصل بسوء المعاملة التي تلقيتها.

وليس غريبا عندما يخاف الإنسان من شيء معين أو أشخاص معينين أن يبدأ بعد فترة يخاف حتى من "الأشياء التافهة" كما ورد في سؤالك، وفي كثير من الأحيان لا يفهم هذا الإنسان طبيعة هذا الخوف الذي لا سبب له يبرره.

وحتى الوساوس والشك بالناس له علاقة بهذه النشأة، حيث الشخص الذي كان المفروض فيه -وهو الأخ الأكبر- كان المفروض فيه أن يقابلك بالرعاية والاحترام، فإذا كان هو يعتدي عليك، فكيف تثق بالآخرين الغرباء؟!

إن العلاج الحقيق ليس في دواء يتناوله الإنسان، وإن كان هذا قد يعين قليلا، وخاصة بعض أنواع مضادات الاكتئاب مما يخفف قليلا من حرجك في لقاء الناس، ويخفف كذلك أعراض الوسواس والشك بالآخرين، ولكن يبق العلاج الأساسي والأكثر فعالية هو العلاج السلوكي أو المعرفي السلوكي، الذي يقوم على تغيير قناعاتك ومواقفك من نفسك ومن الآخرين.

وفي الحقيقة يحتاج هذا منك أن تراجع طبيبا نفسيا ممن قد يصف لك أحد هذه الأدوية، والأهم منه إما أن يقدم لك العلاج المعرفي السلوكي، أو يحوّلك لأخصائي نفسي يقدم لك هذا.

ويقوم العلاج السلوكي على اقتحامك للمواقف والأماكن التي كنت ربما تتجنبها، وبحيث تعوّد نفسك على مواجهة هؤلاء الناس وهذه المواقف.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً