الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجعت لي نوبات الرهاب بعد الشفاء منها... فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأعزاء: جزاكم الله كل خير على مساعدة المحتاج بالمشورة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2114814.
وأريد أن أسجل كامل شكري وامتناني على ردكم السابق الذي كان له في نفسي أثر كبير جداً في علاجي ورجوع ثقتي بنفسي وذهاب تلك الحالات كليا ولله الحمد.

وبعد شهرين من استشارتي الأولى قمت بإتمام الزواج ولله الحمد، ومن أول يوم زواج توقفت عن السبرالكس، حيث أني خفضت من جرعة 20 ملج إلى جرعة 10 ملج لمدة عشرة أيام فقط وبعدها توقفت نهائياً عن السبرالكس.

وجلست في بلدي الأصلي لمدة شهرين للزواج حيث أني مغترب عن بلدي لبلد عربي للعمل.

وبعد إتمام شهرين في بلدي عدت مرة أخرى إلى بلد العمل، وقد نسيت تماما موضوع نوبات الهلع، وبعد شهر كامل لاحظت حالة ضيق بسيط عند سواقة السيارة، وبعد ذلك بدأ يظهر عليّ تنميل في ذراعي الأيسر ونصف رأسي الأيسر، تنميل كل يوم في الليل، وبعد شعوري بذلك التنميل بأسبوع قد فاجأتني نوبة هلع في الليل لمرة، وبعدها ظللت بضعة أيام أشعر بضيق صدر وحزن بسبب رجوع الحالة لي مرة أخرى، والآن أحس بتوتر شديد.

حاولت التواصل مع طبيبي النفسي مرة أخرى لكني علمت بسفره لبلده الأصل، وأنه لن يعود مرة أخرى، والآن أريد مشورتكم هل أعود للسبرلكس مرة أخرى أم لا؟ وإذا رجعت كيف تكون الجرعة والجدول الذي أتبعه؟

سبب كتابتي لكم اليوم هو أنه في الأمس في الليل جاءتني نوبة الهلع مرة أخر، وهذه ثاني مرة بعد شفائي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونبارك لك الزواج، نسأل الله تعالى أن يجعله زواجًا ميمونًا تحفه الرحمة والسكينة والمودة، وأن يرزقكما الله تعالى الذرية الصالحة.

أولاً: الفترة الطيبة التي قضيتها مع العلاج وفي الزواج أثبتت لك أن نوبات الهلع والهرع يمكن علاجها، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون حافزًا قويًّا لك لأن لا تخاف من هذه النوبات.

ثانيًا: رجوع الحالة لك لا شك أنها كانت أقل حدة من النوبة الأولى، لكن أتفق معك ربما تكون شعرت بشيء من الأسى والخذلان في أن حالتك متكررة، وهذه انتكاسة، وربما يأتيك الاعتقاد أنها ليست قابلة للشفاء والتعافي.

هذا ليس صحيحًا حقيقة، نعم نوبات الهرع قد تكرر، هنالك رجوع لهذه الحالات عند كثير من الناس يصل إلى أربعين إلى خمسين بالمائة، لكن يجب أن يفهم الإنسان أن الحالة ما دامت قابلة للعلاج حتى وإن كانت لفترة، وما تأتيه من نوبات لاحقة يجب أن يكون تواؤما ويتطبع على طبيعة هذه الحالة، ويحتقرها، ويتجاهلها، ويقول (أنني قد مررت بهذا الأمر سابقًا وإن كان مزعجًا لي لكني يجب أن لا أهتم به وسوف يذهب) ويبدأ الإنسان في تغيير نمط حياته ويمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، ويكون إيجابيًا في تفكيره... هذا أخي الكريم يكفي تمامًا.

في حالتك الآن ونسبة لظروفك وعودتك لمكان العمل خارج وطنك، أقول لك من الأفضل والأرشد أن ترجع وتتناول السبرالكس فهو دواء جيد جدًّا، تناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تناوله بجرعة عشرة مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، وأتمنى بعد ذلك أن لا تكون أصلاً أنت في حاجة إليه، وأعتقد بتطبيقك للآليات السلوكية التي ذكرناها سوف تدعم تمامًا الشفاء إن شاء الله، وأريد أن أذكرك وأحثك على أهمية محور ممارسة تمارين الاسترخاء والتفكير الإيجابي وتحقير فكرة الخوف والهرع.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً