الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض الوسواس القهري، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

أما بعد فأنا إنسان ابتلاني الله بمرض الوسواس القهري، علما بأنني لم ذهب لأي عيادة نفسية، ولكن من خلال ما بحثت عنه بالنت تعرفت على نوعية المرض الذي حل بي، ولكنني أرى نفسي متحسنا في بعض الأيام، وأقول لنفسي لا داعي للذهاب، وأؤمن كثيرا بأن أدوية العلاج النفسي أدوية يوجد فيها الإدمان، ولكن قرأت كثيرا بأن العلاج لمثل حالتي هذي لا بد من الأدوية.

هل يمكن التخلص من الوسواس القهري نهائيا؟ علما بأني سوف أتزوج قريبا –إن شاء الله- وأنا موظف وأفكر بأنني سأخسر كل شيء.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الوسواس القهري منتشر جدًّا، وحين نتحدث عن مآل الوسواس القهري، أي هل يمكن التخلص منه نهائيًا؟ تصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال، وهنالك معطيات لابد من توافرها، أولاً درجة الوساوس، نوعية الوسواس، وشخصية الشخص الذي أصيب بالوساوس، درجة تواؤمه وتكيفه الاجتماعي والوجداني، استعداده لاتباع التعليمات الطبية وتنفيذها.

أخي الكريم: هنالك عدة معايير وعوامل، هي التي تحدد إن كان الوسواس ينتهي نهائيًا أم لا.

بصفة عامة علاج الوسواس يجب أن يكون علاجًا بيولوجيًا ونفسيًا واجتماعيًا، بيولوجيًا نعني العلاج الدوائي، سلوكيًا: هنالك تعليمات وتوجيهات سلوكية وبرامج سلوكية مختلفة، واجتماعيًا نعني أن يغير الإنسان نمط حياته وأن يكون فاعلاً، وأن لا يعتبر الوساوس إعاقة.

هذه هي المناهج الرئيسية في العلاج، وفيما مضى قبل ثلاثين عامًا مثلاً كان يقال إن خمسة عشر إلى عشرين بالمائة فقط من مرضى الوساوس هم الذين يتم لهم الشفاء، أما الآن فنستطيع أن نقول، وبفضل من الله تعالى وبعد أن أدرك العلماء طبيعة الوسواس، وتم تصنيفها وتوفرت الآليات العلاجية نستطيع أن نقول إن خمسين إلى ستين بالمائة من مرضى الوساوس يمكن أن يتم شفاؤهم، وهذه نسبة عالية جدًّا في الطب النفسي، وحوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة تظل الحالة معهم، لكن ليست بالحدة والشدة التي تعطل حياتهم، أما العشرة إلى العشرين بالمائة الآخرين فسوف تظل الوساوس مطبقة عليهم.

أخي الكريم: المجال للشفاء والتعافي كبير وكبير جدًّا، ومن الواضح أن وساوسك هي من النوع الذي سوف يستجيب للعلاج بصورة فعالة جدًّا، فهي ليست مطبقة، تختفي أحيانًا، تقل أحيانًا، تشتد أحيانًا، ومن الواضح أيضًا أنه لديك القابلية لاتباع الإرشاد الطبي، وتنفيذ التعليمات السلوكية، وتناول الدواء، وبالنسبة للدواء أقول لك أخي الكريم إن الدواء فاعل جدًّا ويساعد كثيرًا في العلاج، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية غير إدمانية، وهنالك الكثير من الأطباء الثقة الذين يمكن الاسترشاد برأيهم.

أخي الكريم: أرجو أن لا تحرم نفسك أبدًا من نعمة الدواء والعلاج، اذهب وقابل أحد الأخوة الأطباء، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يتم إن شاء الله تعالى تحسن حالتك وتصل إلى التعافي، وليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الزواج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً