الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصنع مع خجلي وفراغي العاطفي؟

السؤال

السلام عليكم،،

كيف يمكن لي أن أرد على تعليقات الناس السخيفة وأجعلهم يسكتون؟ وكيف أتخلص من خجلي من الأولاد؟ لأني لا أعرف أعمل أي شيء أمامهم، وكيف يمكن أن أتخلص من فراغي العاطفي؟ أقصد أني بمجرد أن أرى شابا أحبه.

ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حياءك من الشباب مكرمة وتاج نريد له أن يبقى، والحياء خلق الإسلام، وهو في الرجل جميل، ولكنه في المرأة أجمل، والحياء لا يأتي إلا بخير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ومدح الله ابنة الرجل الصالح فقال:
{فجاءته إحداهما تمشي على استيحاء}.

واعلمي أن قيمة الفتاة ترتفع عندما تخجل من الأولاد، وأن الشاب يحتقر الفتاة التي تبادله الضحكات، وإن أظهر التجاوب معها، لكنه لا يرضاها أما لعياله وحارسة لداره، وإذا حصل وتزوجها فإنه يحتقرها بعد ذلك، لأنها قدمت التنازلات، والرجال يجرون خلف المرأة التي تهرب منهم وتلوذ بعد الله بحجابها وحيائها، ويهربون ويحتقرون الفتاة التي تجري خلفهم.

وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يعظ أخاه في الحياء – كأنه يقول أن تخجل وأنت كذا.. فقال دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير.

ولاشك أن هناك فرقا بين الحياء والخجل – ولكن واضح أنك تقصدين الحياء – وهو خوف الإنسان من الوقوع مما يعاب عليه شرعاً وعرفاً، ولكن الخجل هو الجانب السلبي في الحياء، وهو سكوت الإنسان عن الحق وتوقفه عن النصح والتنازل عن حقوقه المشروعة هيبة من الناس، وهذا كله ضعف وخوف.

أما بالنسبة للرد على تعليقات الناس فأفضل الرد هو السكوت والتغافل عنها، وقد أحسن من قال:

ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار

وقد قيل للإمام أحمد العافية عشر درجات، تسعة منها في التغافل، فقال بل العافية عشر درجات كلها في التغافل.

وأرجو أن تعلمي أن الشباب والفتيات إذا وجدوا إنسانا حساسا أتعبوه وأكثروا عليه، ففوتي عليهم هذه الفرصة، واعلمي أن الذي يعلّق على الناس ويسخر منهم هو في الحقيقة يحتقر نفسه وهذا دليل على أنه ممتلئ بالعيوب، وكانوا يقولون الإنسان يعيب على الناس بمقدار ما عنده من العيوب.

وعليك أن توجهي عاطفتك نحو والديك وأخواتك وزميلاتك الصالحات، وأن لا تنخدعي بالمظاهر، وإذا أرادك شاب فاطلبي منه أن يذهب إلى أهلك، وأن يأتي البيوت من أبوابها، وأعلمي أن ما ذكرته ليس حبا، بل هو إعجاب؛ لأن الحب الحقيقي الحلال لا يكون إلا بعد الرباط الشرعي، ويتعمق بمعرفة الخصال الطيبة والصفات الجميلة في المحبوب، وتذكري أن قلبك غال فعمريه بحب الله، ولا تدخلي فيه إلا من يحبه الله لطاعته وخلقه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأشغلي نفسك بدراستك، وابتعدي عن مواطن الشباب، وعليك بغضّ البصر الذي أمر الله به المؤمنين، والمؤمنات.

ونسأل الله أن يوفقك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات