الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التصبغات الجلدية حتى أصبحت مشكلة نفسية

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أصبحت نفسية أكثر من أن تكون جلدية, أعاني من التصبغ في كفي يدي من فترة طويلة, لكن زادت في السنة الأخيرة بشكل غير طبيعي, ويكون على رؤوس الأصابع, وعلى مفاصل الأصابع, وبين رؤوس الأصابع ومفاصلها بقع بشكل بشع, وأيضا على البراجم كاملة, حتى إن بعض الأصابع ينقسم لونها إلى لونين، استخدمت علاجات كثيرة, ومرطبات, ومفتحات, ولم أجد نتيجة.

في الآونة الأخيرة نصحني بعض الصيادلة بأن أستخدم (أليكا سال) وكان ذا مفعول سريع, ولكنه من دمرني, وجعل البقع في يدي بشكل بشع؛ لأنه قشر وفتح أماكن دون أخرى, حتى أصبحت المناطق السمراء أعلى من مستوى البشرة, وأصبحت بارزة وواضحة.

تعبت نفسيا من كثر ما أخبئ يدي؛ لأن أسئلة الناس كثيرة عن هذا الشيء, صار تركيزي كاملا على يدي.

راجعت أكثر من أخصائي واستشاري, وكلهم يصرفون لي مرطبات ومفتحات, ولم تأتِ بنتيجة أبدا, علما أني حريص جدا على الابتعاد عن أشعة الشمس, سألت الأطباء عن كونه بهاقا, أو شيئا من هذا القبيل, وكلهم يقولون: صبغة الميلانين هي السبب في التصبغ الزائد لديك.

أرجوكم أنتم أملي الوحيد بعد الله عز وجل, دلوني على علاج لهذه المشكلة, فأنا معلم, والتركيز علي كثير, وأنا مقبل على الزواج أيضا.

هناك علاج يدعى vitskin لعلاج هذه الحالات, وقيمته 289 ريالا تقريبا, لكني قررت ألا أتسرع في أخذه حتى تفيدوني بعلاج سواء كان هو أو غيره, فهل تنصحوني به أم لا؟ وما رأيكم في أن أعمل ليزر فهل سيكون حلا لها؟

أتمنى أن تعود يدي لونا واحدا, وأبتعد عن هذا الكابوس, ولكم مني أطيب الدعوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

المشكلة عندكم هي زيادة التصبغات, وخاصة تصبغات البراجم واليدين, وهي تصبغات موضعية, ولذلك يجب التفكير أولا بالأسباب الموضعية, وبعدها التحول إلى الأسباب العامة.

من أهم الأسباب الموضعية:
التهاب الجلد الأكزيمائي, أو التهاب الجلد بالمواد الكيماوية الموضعية, والتي منها: الصابون, والمنظفات, ولربما الطباشير, أو غيرها من المواد التي قد يعتبرها البعض طبيعية, أو مقبولة, ولكنها في الحقيقة سبب لتهيج الجلد والتهابه التهابا تحت سريري, لا يتظاهر منه إلا التصبغ دون حكة ودون احمرار, والحل هنا هو تجنب السبب بعد معرفته.

إذن يجب نفي وجود التهاب الجلد بالتماس, والعامل المهني, ولربما إجراء اختبار التحسس البقعي يفيد في معرفة المواد التي تتحسسون منها؛ لتجنبها, ولا يجرى هذا الاختبار إلا في العيادات التخصصية.

من الأسباب الموضعية -ولكنها داخلية- أن يكون هناك قابلية للتأكزم, والأكزيما البنيوية عندكم, وبالتالي تتحسسون أكثر من المتوقع, ويتلو هذا التحسس تصبغ, ولذلك ننصح بعمل عيار (IgE) في الدم, ونفي ارتفاعه.

ننتقل إلى الأسباب العامة والتي منها: أنكم أصحاب بشرة سمراء, وعندكم القابلية للتصبغات عموما, أو هناك أسباب هرمونية, والتي أيضا تؤدي إلى البدانة, أو إلى التصبغات, وهذه يتم تقييمها عند طبيب الغدد, خاصة إن كان وزنكم زائدا, أو كان هناك زوائد جلدية عند الرقبة, أو هناك تصبغات تحت الإبط وحول الرقبة.

يصعب في حالة كحالتكم أن نتوقع التسمم بالمعادن الثقيلة, مثل: الزئبق, أو استعمال مواد كيماوية؛ حيث إن التسمم قد يؤدي إلى تصبغات, ولكنها متصاحبة بأعراض أخرى لم تذكروا أيا منها.

بشكل عام ننصح باستعمال القفازات القطنية -يجب ألا تكون بلاستيك, ولا نايلون, ولا من ألياف اصطناعية- وهذه القفازات تساعد على أمور عديدة:
- حماية اليد من العوامل الخارجية, وإقلال التماس.
- تغطية المنظر والإقلال من سؤال الناس, أو على الأقل عدم رؤية صاحب العلاقة لما يزعجه.
- القفازات تعطي ترطيبا أفضل, وامتصاصا أفضل للأدوية, وخاصة المرطبات.
- تحمي من الشمس, وتأثيرها المصبغ.

في حالة كحالتكم يجب استعمال المرطبات بشكل مريح, وليس بشكل مزعج, أي يجب استعمال المستحضر الذي يناسبكم, والذي لا يؤدي إلى اللزوجة الزائدة, ولا إلى تلوين, ولا إلى منع استعمال اليدين, وهكذا.

قد يكون لاستعمال الكريمات الكورتيزوينة الخفيفة تأثير مفيد, على أن تكون أضعف مما استعملتموه.

لا ننصح باستعمال (الفيتسكين)؛ لأنه سيغير اللون, ويأتي بألوان جديدة.

نستبعد الليزر من قائمة الاحتمالات؛ لأنه ليس له دور, بل قد يزيد من التصبغات, ولو أن هناك أجهزة قد تفيد, ولكن ذلك يعتمد على خبرة الطبيب, وعيارات الجهاز, ونوع البشرة, وطبيعة السبب, والجرعة, وغيره من المتغيرات التي تؤثر على النتائج.

ختاما: نصيحتنا هي مراجعة طبيب أمراض جلدية للمتابعة معه, ولا مانع من الاستعانة بأخصائي اجتماعي, أو أخصائي مهني للمساعدة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً