الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الطنين والنبض بالرأس يأتي من المشاكل النفسية؟ وما علاجها؟

السؤال

بعد صلاة الفجر أتاني ضيق في التنفس، وتوجهت إلى المستشفى، وفجأة أتاني خفقان في القلب، وأصبح التنفس طبيعياً جداً إلى تاريخ يومنا هذا، إلا أن الخفقان لم يذهب إلا الأيام هذه.

وفجأة بدأ النبض في كامل الجسم وفي الرأس، وأحس وكأن هناك شخصاً يمسك رأسي، ويقوم بالضغط عليه حتى أصبح لدي صوت طنين أحس أنه داخل الرأس، علما بأن السمع لدي تمام، وذهبت إلى الأخصائي وأفادني بأن أذني سليمة، وكذا الجيوب الأنفية.

وذهبت عدة مستشفيات داخل المملكة، والجميع أفاد بأن حالتي نفسية واقتنعت بذلك.

وذهبت إلى عدة شيوخ (الرقية الشرعية) وثلاثة منهم أفادوني بأن مشكلتي حسد ومس شيطاني يقوم بضغط أعصابي ويقلقني، علماً أني الأشعة والتحاليل التي قمت بعملها هي: أشعة مقطعية للرأس ومنظار للقولون ومنظار للمعدة وأشعة تلفزيونية وأشعة للصدر وتحليل دم ب 12 وتحليل براز، وتحيل بول، وصورة للدم ، والغدة الدرقية، ومنظار للجيوب الأنفية، والحمد لله كلها سليمة، والعلاجات السبرالكس 10ملج، وما زلت أستخدمه ولي الآن أكثر من 8 أشهر، هل توجد أي مشكلة في استخدامه لفترة طويلة؟

س1- هل الطنين والنبض بالرأس تأتي من المشاكل النفسية؟
س2- ما هي الأدوية الفعالة التي تنصحوني باستخدامها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: حالتك حالة ظاهرة جداً، فالنوبة التي أتتك نسميها بنوبة الهرع، وهي قلق نفسي حاد يتميز بالفعل بسرعة في خفقان القلب، وهذا الخفقان والنبض قد انتشر في جميع الجسم ويرى ويشاهده الإنسان، وهذا يؤدي إلى زيادة في ضخ الدم في جميع أجزاء الجسم، وبقية الأعراض من طنين في الأذن والشعور بالنبض في الرأس هذه ظواهر طبيعية جداً مصاحبة لنوبة الهلع، والتي تتحول غالباً إلى قلق مستمر لدى بعض الناس، لكنها سوف تنتهي إن شاء الله تعالى تماماً.

أخي الكريم: هذا النوع من القلق لا أحد يعرف أسبابه، ويعتقد أنه ناتج من تغيرات كيمائية سريعة.

قضية الحسد والشيطان والسحر وغيرها نحن نؤمن بها تماماً، وأعتقد أننا قد حملنا الشيطان فوق طاقته وهو مخلوق ضعيف، فيا أخي الكريم عليك أن تحفظ نفسك من خلال أن تكون في معية الله، واحرص على الصلاة والأذكار والدعاء، وأرق نفسك وهذا يكفي تماماً ولن يكون للشيطان عليك سلبياً، ولا تجعل هذه الأفكار السالبة حول العين والسحر وخلافه تعشش في رأسك؛ فهذا أمر خطر وجلل ويدخل الإنسان في توهمات مرضية.

بالنسبة لعلاج السبرالكس يُعتبر علاجاً ممتازاً وفعالاً جداً وليس هنالك أي إشكالية أن تستمر عليه، لكن أقترح عليك أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام في اليوم لمدة شهرين، ثم اجعلها 15ملجيرام في اليوم لمدة شهر، ثم ارجع مرة أخرى إلى جرعة 10 مليجرام في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها 5 مليجرام في اليوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو المنهج الأفضل فيما يخص تناول السبرالكس وبالطبع إذا تواصلت مع طبيبك سوف ينصحك أيضاً.

لا أعتقد أنك في حاجة إلى أدوية أخرى، فقط في بعض الحالات نقول يمكن أن يضاف عقار دوجماتيلDogmatil الاسم العلمي سلبرايدSulipride خاصة للذين يعانون من الطنين في الأذن، وهذا الدواء جيد جداً من هذه الناحية، فإن شئت أن تضيفه فلا مانع، وجرعته بسيطة هي كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، وبعد ذلك ترفع إلى كبسولة صباحاً ومساءً لمدة شهر ،ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تلجأ إلى الآليات العلاجية الأخرى وهي تحقير هذه الأعراض، وعدم الخوف والعيش تحت ما نسميه بالقلق المتوقع، ومخالطة الناس، وتطوير مهاراتك الاجتماعية، وممارسة الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء التي يمكنك أن تتدرب عليها من خلال تصحف أحد مواقع الإنترنت، هذه أخي الكريم هي الرزمة العلاجية الكاملة في حالتك، وأؤكد لك أن حالتك بسيطة وبسيطة جداً، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

وأشكرك على الثقة في موقع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً