الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي لديها خوف من الأماكن المغلقة

السؤال

السلام عليكم
أختي عمرها 14 سنة، ومنذ سبع سنوات دخلت هي وأختي الثانية وأخي في غرفة صغيرة في البيت، وكانوا يلعبون وأقفل أخي الباب وكانوا دائما ما يفعلون ذلك، ولكن في ذلك اليوم بدأت أختي بالصراخ والبكاء وهي تقول افتح الباب أنا أختنق وأكاد أموت، ولكن أخي لم يفتح إلا بعد فترة، ومن بعدها وهي تخاف من الأماكن المغلقة، لا يمكن أن تدخل في أي غرفة بابها مغلق إلا ابتدأت بالبكاء حتى تخرج منها، فهل لكم أن تفسروا حالتها وتبينوا لنا الدواء الشافي لها؟

وجزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيـل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكرا لك على سؤالك المفيد لكم وللآخرين من القراء.

تكثر حالات الرهاب أو الخوف من أماكن معينة، كالأماكن المغلقة أو الضيقة أو الكبيرة الواسعة كالأسواق والأماكن العامة، والغالب في معظم هذه الحالات من رهاب مكان ما أننا لا نعرف أو ندرك سبب هذا الخوف الذي قد يبدأ أو يترافق مع نوبات من الذعر وما فيها من أعراض تسرع القلب والتعرق والارتعاش، وبحيث لا يصدق الإنسان "المحبوس" في هذا المكان، لا يصدق متى يخرج وينقذ نفسه من هذا السجن "المخيف".

طبعا مع حالة أختك الصغيرة فإننا نعرف سبب خوفها هذا من الأماكن المغلقة، ويمكن أن نفسر هذا أنه وهي في هذه الغرفة الصغير والتي يبدو أنها مزدحمة بالآخرين، انتابها الشعور بالخوف كونها في هذا المكان المغلق، ولما بدأت تنادي وتصرخ وتبكي، وكل هذا أمام إخوتها، لاشك أن هذا جعلها تشعر بالارتباك أمامهم مما زاد في حرجها، وبالتالي ازداد خوفها، ومن بعد هذا ارتبط عندها في لا شعورها أن الأماكن المغلقة أو الصغيرة الضيقة هي مؤشر للخطر والخوف والارتباك، كما حدث معها مرة في تلك الغرفة الصغيرة مع إخوتها.

ونحن لا نستغرب أنها بدأت أو ستبدأ بتجنب مثل هذه الأماكن ولو كانت خارج البيت كالمصعد الكهربائي والمحلات التجارية الصغيرة أو غرفة أو صندوق الهاتف العام.

وخير طريقة لإصلاح هذه الحالة أولا أن نجعل من المشكلة مشكلتين بأن نعيّرها مثلا بهذا الخوف، أو بالاستهزاء بها أو غيرها من التصرفات، وإلا فستتعقد الأمور أكثر وأكثر.

وثانيا بأن نترك الأمر على طبيعتها، ونعطيها وقتا للتكيّف من نفسها مع مثل هذه المواقف، والغالب أنها ستتجاوز هذه المرحلة، وخاصة إذا التزمنا بما ورد في النقطة الأولى.

نشكر لكِ تواصلك مع إسلام ويب، وحرصك على أختك، ومن الله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً