الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع مشكلة القولون لدي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت مشكلتي في شهر رمضان، حيث جاءتني حالة شبيهة بالنزلة المعوية، وبعد الفحوصات أخذت العلاج، وتحسنت حالتي كثيراً، وبعد عشرة أيام بالضبط عاد الألم بشكل مضاعف وشديد، وكنت أدور بين الأطباء والمستشفيات حتى تبين لي أن مشكلتي في القولون، وهي عبارة عن التهابات وغازات، أعطيت علاجات متنوعة، مسكنة ومهضمة، وبدء الألم في الانخفاض قليلاً، واستطعت أن أتحرك قليلاً وأذهب إلى عملي.

المشكلة عندي ما زالت مستمرة! فأنا أعاني منذ خمسة وعشرين يوماً من ألم متكرر في البطن لساعات، ويصحبه شعور بالتعب والخمول والإعياء، وأحياناً ضيق في الصدر، وأحياناً أشعر بأني طبيعي جداً، راجعت الأطباء فكانوا يؤكدون أن هذه الأوجاع لا علاقة لها بالقولون، وهناك بعض الناس من يؤكد أنها من القولون.

كذلك تنتابني حالات في بعض الأيام من التوتر والخفقان، خصوصاً عند المساء وقرب النوم، ولا أشعر بالراحة إلا بعد أخذ حبوب ( ليبراكس ) عملت فحوصات قبل أيام، ووجدت أن القولون ما زال متهيجاً وبه غازات، مع أني منتظم على العلاج مثل: ( فيرين – ليبراكس – زيموجين ) والحمية ورياضة المشي.

سؤالي: هل أنا طبيعي في هذه الحالة؟ لأن القولون غير طبيعي، أم أن هناك مشكلة أخرى نفسية أو عصبية؟ لأنني أتحرك وأقوم بمهامي اليومية، وأنا متحامل على نفسي ولا أشعر براحة وحيوية في الحركة إلا بعض الأحيان، وكنت قبل أن أمرض من القولون عندي بعض المشكلات، والتي كانت تشغلني كثيراً، وكنت كثير التفكير، لكنها لم تكن مؤرقة أو متعبة جداً ومؤثرة على نفسيتي.

أرجو الإفادة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالأعراض التي ذكرتها هي أعراض شائعة جداً عند الذين يعانون من علة القولون العصبي، وهذا الاسم في الأصل هو أتى من كلمة العصاب، والعصبي تعني العصاب، أي القلق، وهذا يعني أن الحالة هي حالة نفسوجسدية، تكون الأعراض فيها جسدية - كما في حالتك - فالألم يعتبر عرضاً جسدياً، لكن الأصل في الأمر أن القلق النفسي - وربما الاكتئاب في بعض الحالات - أو أن الشخصية تحمل سمات القلق كطاقة نفسية عالية، وهذا يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر عضلات الجسم قابلية لهذه الانقباضات هي عضلات القولون، وكذلك الصدر والرأس وأسفل الظهر، لذا تجد الشكوى من الصداع العصبي شائعة، والشكوى من الألم في الظهر أيضاً شائعة، وهؤلاء بكل أسف يذهبون إلى أطباء العظام وتجرى لهم الكثير من الفحوصات، وفي نهاية الأمر يكون السبب هو الانقباض العضلي الذي منشؤه القلق.

هذا هو الوضع أخي الكريم، وهذا هو التفسير لحالتك أنها حالة ناتجة من قلق نفسي، والقلق ربما لا تشعر به أبداً، لكنه يؤثر سلباً في هذه الحالة، ونسميه بالقلق المقنع، وأنت ذكرت أنك كنت عرضة لبعض الضغوطات النفسية والمشاغل، وهذه توجد في الحياة، ولا شك أنها عامل يزيد من هذه الأعراض.

وهذا يعالج من خلال النظرة الإيجابية نحو الحياة، لا تدع أي فرصة للفكر التشاؤمي ليتسلط عليك، الحياة طبية وجميلة ويجب أن تتفهمها على هذا النسق وتنظر إلى المستقبل بتفاؤل وأمل، وتسعى لتنمية وتأكيد وتطوير ذاتك، أنا اعتقد أنك في حاجة إلى أن تستمر على رياضة المشي، هذا شيء جميل، وفي ذات الوقت يجب أن تطبق بعض التمارين تعرف باسم تمارين الاسترخاء، وللتدرب على هذه التمارين أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

الأدوية التي تتناولها أدوية جيدة، وهي تعالج الأعراض بصفة عامة، لكن تناولك لأحد مضادات القلق والاكتئاب سوف يساعدك كثيراً في أن تتحسن أحوالك بصورة أفضل.

هنالك عدة أدوية ننصحك باستعمالها في مثل هذه الحالات، هنالك دواء يعرف باسم زولفت (Zoloft ) وأيضاً اسمه لسترال (Lustral) واسمه العلمي هو سيرترالين (Sertraline) أبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة (25) مليجرام بعد الأكل ليلاً، وتقسم الحبة إلى نصفين، وبعد عشرة أيام اجعل الجرعة حبة كاملة أي (50) مليجرام تناولها ليلاً استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يجب أن تخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: - إن شاء الله تعالى - بأخذك للدواء والنصائح الأخرى سوف تحس أن الأمر تحسن حولك جداً، ولدي نصيحة أخرى، هي أن لا تتردد على الأطباء، لكن اجعل لنفسك مواعيد ثابتة مع طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الباطنية أو طبيب الجهاز الهضمي، راجعه مرة كل شهرين أو ثلاثة، حتى إن كنت لا تشعر بأعراض، لكن الذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحوصات الروتينية يساعد الإنسان كثيراً ويطمئنه.

بالنسبة للنظام الغذائي أنت قلت الآن أنك في حمية، أرجو أن لا تكون أحد البرامج القاسية، كن وسطياً هذا هو الأفضل، أما بالنسبة لأنواع الأطعمة، فالطريقة الأمثل هي أن تبتعد عن الأطعمة التي تثير آلام القولون لديك، وفي بعض الأحيان توصف وصفات معينة لمرضى القولون، لكن التجربة هي خير برهان، أي أن الإنسان يبتعد عما يسبب له الأذى ويتناول ما يفيد ولا يضره.

شيء آخر: شراب النعناع المركز أيضاً فيه فائدة، وكذلك تناول البقدونس في السلطة، فقد ذكر الكثير من الإخوة والأخوات أنه مفيد.

نصيحتي لك هي أن تكون معبراً عن نفسك، لا تترك الأمور السلبية تحتقن في خاطرك، وتسبب لك هذا الارتدادات النفسية السلبية، كن محاوراً، كن متواصلاً، وهذا سيفيدك - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً