الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تحبني ولا أحبها فهل لي أن أطلقها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 34سنة متزوج منذ 8سنوات، ولدي من الأطفال اثنان أعمارهم 7سنوات و4سنوات.

مشكلتي أنني لا أحب زوجتي، ولا أستمتع معها، وحياتي تعيسة جداً معها، قالوا إن الزواج يسعد الرجل لكن أنا أراه هما على قلبي؛ لأنني تزوجتها بغير حب، بل من أجل إنجاب أطفال فقط لاغير، رغم أنها لم تقصر معي أبدا، وتحبني كثيرا، ويشهد الله على ذلك، والآن يراودني شعور دوماً بتطليقها لكي أرتاح ويرتاح بالي.

أنا ميسور الحال ولله الحمد، لكنني أخشى مصير أطفالي كيف ستصبح حالتهم النفسية بعد الطلاق؟! وأيضاً أنا دائماً أختلف مع زوجتي في بعض الأمور، ويصل اختلافنا إلى المشاجرة الكلامية وبقوة أمام أطفالنا أحيانا، بل أغلب الأحيان، لأن شخصية زوجتي قوية جدا أقوى من شخصيتي، وهي جامعية وأنا مؤهلي المرحلة المتوسطة.

أفيدوني، هل أطلقها ليرتاح بالي ونفسيتي لأنني لا أحبها، أم أستمر معها إلى أن يكبر الأطفال ويصبحوا شباباً، ومن ثم أقوم بتطليقها؟

ما الحل؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يلهمك الصواب في الأمور كلها.

أريدك أخي الكريم ابتداء أن تحدد نوع المشكلة قبل أن تبحث عن الحلول، فمن خلال سؤالك لم تبين حفظك الله وجه الخلل الحقيقي في العلاقة بينك وبين زوجتك، التي تحبك وتحرص عليك كما ذكرت، وفوق ذلك بينكما عشرة ليست قصيرة، وعندكم أبناء، فالصلة بينكما قوية، وأتصور أن عدم إدراج المشاكل وجدولتها ووضع تلك المشاكل في إطارها الحقيقي هو الذي جعلك تشعر بالضيق والضجر.

أتمنى عليك ابتداء أن تفعل عدة أمور:

1- أن تحضر ورقتين: واحدة تكتب فيها ميزاتها وميزاتك، وأخرى تكتب فيها عيوبها وعيوبك، وهذه أهم نقطة ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك، وبغض النظر عن النتيجة سلبية كانت أم إيجابية، المهم أن تخط لك طريقا لا تحتار بعده، فإذا طلقت لا قدر الله فقد علمت لماذا، وأضرار ما أقدمت عليه وميزاته، وساعتها لن تشعر بالندم.

2- هناك من المشاكل ما يمكن تجاوزها أو التقليل من آثارها السلبية، فأرجو أن تخرج تلك المشاكل التي يمكن علاجها، وأن تجلس معها جلسة مصارحة، وأن تخبرها أولا بميزاتها التي تحبها فيها، ثم بعد أن تخبرها بما يسوؤك مما يمكن تجاوزه.

3- أتمنى عليك أن تخرج من ذاكرتك موضوع الفارق الاجتماعي، فقد يكون هذا الأمر مضخما عندك بصورة لم تستطع أن ترى حسناتها.

4- إذا وصلت إلى حل بعض المشاكل وبقيت بعضها فأتمنى عليك أن توازن بين البقاء على ما هي عليه، والإبقاء على الأولاد، وأيهم يكون أفضل لهم ولك.

5- أرجو ألا تفكر في الطلاق إلا بعد تجاوز تلك الأمور السابقة، وأن تستخير الله عز وجل قبل أي فعل، وأن تستشير أهل العلم والفضل والحكمة في ذلك.

ختاماً: أخي الكريم، ليس الطلاق في كل أمر هو الحل، ولا يعني ذلك البقاء على أمر لا تشعر معه بالراحة أو الاستقرار، بل عليك تحديد المشكلة والنظر في جدوى إزالتها أو التقليل من آثارها، واستخارة الله قبل الفعل واستشارة أهل الفضل.

ونسأل الله أن ييسر أمرك وأن يسهل دربك، وأن يرزقك خير العمل وعمل الخير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر علاء

    حينما يسيطر الملل والرتابة على الحياة الزوجية تظهر مثل هذه المشكلات ، لذا فلا بد من إعادة تنشيط الحياة الزوجية من جديد على كافة الحاور، وأسأل الأخ السائل : ما الذي أعجبك في زوجتك حينما ذهبت لخطبتها؟ الإجابة هي التي ستكون نقطة الانطلاق لتفعيل حياتكما من جديد

  • قطر ام خالد

    انا مستشارة بس بقلك شئ واحد المشكلة كلها هو انت ترها جامعية وان مستواها اعلى من مستواك صدقني هي تحبك ويمكن مش في بالها هذا انسى انها جامعية ورجل مش بشهادته كم من متعلمين احسن منهم ا

  • الجزائر احمد حمود

    السلام عليكم
    يبدو لي الامر غريبا
    انا مثلك تماما لكني لحد الان انا خاطب لها هي تحبني اما انا فلا للاسف...ولا اجرؤ على ابداء ذالك لها حتى لا اجرح مشاعرها ولا اعتقد اني ساطلقها فكيف اذا كان بيننا اولاد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً