الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بخوف وذعر فهل هناك دواء يزيل ما بي؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت قد بعثت لكم قبل أسبوع استشارة برقم (2123340) كنت قد رأيت الخادمة تضرب ابني عبر شريط فيديو، وهذا سبب لي صدمة وخفت خوفاً شديداً لحظتها، وارتعشت كثيراً وبقيت أبكي لمدة أسبوع كلما تكلم أحد معي، وبعدها تخطيت المحنة، أو كما خيلت لنفسي، وبعدها بشهر تأثرت بموقف فأصابني خوف، ومن بعدها أصبحت حساسة جداً، ولا يوجد عندي همة لعمل شيء، ولكن كنت أضغط على نفسي للتحرك من أجل أولادي، وإلى الآن أعاني من قلق دائم، ولا أستطيع الاسترخاء، والمخيف أكثر أني أصبحت أخاف من نفسي وتحركاتي، فلماذا أفكر هكذا؟ وإلى أين سوف يقودني هذا التفكير؟ وأنا دائمة الخوف من أن أنهار أو أفقد السيطرة أو أجن، أحاول دائماً أن أقنع نفسي أنه شيء فاضي، ولابد أن أكون أقوى، أتحسن ثم يرجع لي الموضوع، أنا أم مرضع، فهل أستطيع أن آخذ دواء يزيل هذه الأفكار؟

إضافة: وصف لي دكتور العائلة السيبرالكس، أخذت أول يومين (5 ملغ) فسبب لي الأرق، وفي اليوم الثالث أخذت (10 ملغ) فلم أنم إطلاقاً، وسبب لي حرقة في يدي وأكتافي زالت في الصباح، وتوقفت عن أخذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Areej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكراً لك أختي الفاضلة على هذه الإضافة لسؤالك السابق، وهذه الإضافة يمكن أن تفسر أسباب الأعراض التي ذكرت في سؤالك السابق، مما أطلقنا عليه في جواب السؤال السابق "نوبات الذعر" والآن تبينت أسباب هذه النوبات، وقد أضافت أيضاً بعداً آخر لفهم المشكلة والتعامل معها.

ما تعرضت له من مشاهدة الخادمة وهي تضرب ابنك، هو أمر غير متوقع، ولاشك أنه أحدث لك صدمة، وهذه الصدمة وما فيها من تفاصيل رأيتها عند ضرب الخادمة للابن، وما رافق ذلك ربما من صراخ الطفل واستغاثته، وربما شعورك بالذنب وبالخطر يهدد ولدك، كل هذا سبب عندك ما نسميه "الإجهاد النفسي عقب الصدمات" وهي حالة تنتج عندما يتعرض الواحد منا لأمر يعرضه للخطر، المادي أو المعنوي، أو يعرضنا لمشاهدة أحد عزيز علينا لخطر يهدده ويتعرض له، كل هذه "الصدمة النفسية" تهز كيان الإنسان، مما يسبب له الأعراض المشابهة لما ورد في سؤالك هذا، من مشاعر الخوف والقلق والخوف على نفسك، وربما أيضاً الخوف على أطفالك وأسرتك، فكثير من هذا ما هو إلا نتيجة لأمر خطير رأيته، وهو ليس شيء فاضي، كما تحاولين إقناع نفسك به، وإنما هو أمر جلل، أن يرى الإنسان أحد أبنائه يتعرض للضرب والاعتداء، وخاصة أن من يرى هذا أنت الأم، والتي المفروض فيها أن تؤمن سلامة أولادها، ولاشك أن هذا سبب لك الكثير من لوم الذات وتأنيب الضمير.

الطريقة المثلى للتكيف مع ما حدث ليس بالتقليل من خطورة وأهمية ما حدث، وإنما الاعتراف بخطورته، ومواجهته بهذا الشكل، ومن ثم محاولة تجاوزه بعد التأكد من ضمان عدم تكرره بطريقة أو بأخرى، وهذا أمر من شأنه أن يخفف الكثير من الأعراض.

يمكن لدواء مثل السيبراليكس أن يعين في مثل هذه الحالات من نوبات الذعر والتكيف مع هذه الصدمة، وإذا كانت الأعراض الجانبية شديدة معك، فيمكن لطبيب العائلة أن يصف غيره مما يشبهه، وأترك للطبيب هذا، فهناك العديد من الأدوية التي يعرفها، وإن كنت أؤكد أن العلاج الأهم هو حسن التعامل الواقعي مع هذه الصدمة، والتأكد من سلامة الأبناء، الآن ومستقبلاَ.

حفظ الله أولادنا من كل سوء، وقدّرنا على حسن رعايتهم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً