الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل والدراسة مع الاختلاط... ومخاطر ذلك

السؤال

السلام عليكم.

خطبت فتاة تدرس في كلية التجارة, وكنا على اختلاف شديد جدا حول موضوع العمل بعد الدراسة, وقد رفضت تماما موضوع الشغل من أجل الاختلاط, وخصوصا أني غيور جدا, وكان ردها بعد جدال شديد أنها متنازلة عن موضوع الشغل، وهذه كانت رغبة شديدة عندي, وانتهى الموضوع بسلام.

مؤخرا قالت لي: أنا لم يكن هدفي أن أنتهي من الدراسة وأقعد في البيت, وأنا من المفروض أن يكون لي هدف وطموحات, وأنا أريد أن أكمل الدراسة وأحضر ماجستير, وافقت أول الأمر, ثم رجعت وقلت لها: لن تكملي الدراسة أيضا من أجل الاختلاط والتعاملات, خصوصا أن دراسة الماجستير مثلا ستكون في حيز أضيق من دراسة الكلية العادية -بمعنى أن عدد الحضور 10 أو20 وسيكون هناك تعامل مباشر مع دكتور المحاضرات- وأيضا بعد ذلك ستحضر الدكتوراة, وسيصبح التعامل في حدود أوسع, وأنا رافض تماما التعامل مع الرجال, لذلك رفضت لها حلم حياتها وطموحاتها, فهل أنا جانٍ عليها؟ أريد رأيكم في حكم الشغل, أو العمل, وتحضير الماجستير بعد الانتهاء من الدراسة، أريد حكم الشرع في ذلك.

مع العلم أني أثق بها تماما, ولكن غيرتي عليها هي التي تمنع ذلك خصوصا في واقعنا السيء.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا نرحب بك أخا في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه.

وبخصوص ما سألت عنه -أيها الحبيب- فإنه -من خلال حديثك- يبدو أنه لا يخفاك حكم الشرع في الاختلاط, ومضاره الوخيمة على الفرد والمجتمع، وأتصور أن حل مثل هذه الإشكالية ينبغي أن يكون بالحوار، فطالما أن المرأة متدينة, وعالمة بحق الشرع وحُكمه, فإنها ستنصاع -ما كان الحديث متزنا ومقبولا, وما دام باسم الدين- ونحن لا نخوِّن أي امرأة حتى لا تفهم زوجتك أن منعها من الاختلاط لعدم الثقة فيها, بل إننا نلتزم تعاليم الله عز وجل, فكما لا يجوز للرجل أن يختلط بالنساء, فكذلك المرأة لا يجوز أن تفعل ذلك، وأرجو أن يتأكد هذا المعنى عند زوجتك.

الأمر الثاني: إن الإسلام لا يحجر على المرأة أن تتعلم ما دامت الفتنة مأمونة، والمرء لا يضطر إلا عند نفاذ الوسائل المباحة, فإذا كانت هناك وسائل مباحة فما المانع أن تسلكها الأخت؟ ومن ذلك الجامعات التي تمنح شهادات الماجستير والدكتوراه عن طريق الإنترنت، ولا تجتمع الأخت مع غير محرم إلا لقاءات متباعدة جدا, ويمكن ساعتها أن تكون معها.

الأمر الثالث والأهم- واجعله سرا بيني وبينك-: إن المرأة إذا أحبت الرجل, وكان ودودا معها, مراعيا حق الله فيها, مكثرا من مدحها, حريصا عليها, تترك الدنيا كلها -لا أقول فقط الجامعة- الدنيا كلها لأجله، فما دامت الأخت صالحة تقية دينة فأرها من كريم أخلاقك, ومن حرصك عليها, ما تطمئن به إليك, واجعل الحديث في هذا الأمر على فترات متباعدة، ولا تجعله محور حديثك في كل مرة تلتقيها, بل احرص على ما مضى تفز إن شاء الله بها.

كما أرجو منك -أخي الحبيب- أن تكثر في صلاتك من الدعاء لها, وكلما أوصلت حبلك بالله عز وجل كلما رأيت الخير كل الخير.

نسأل الله أن يوفقك, ونحن في انتظار المزيد من رسائلك, في أمان الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب كخاضكثي

    كل ما قلته صحيح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً