الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع تنظيم وقتي وأوفق ما بين العمل واهتمامي بأبنائي؟

السؤال

أعاني من عدم القدرة على تنظيم الوقت، فأنا معلمة أرجع العصر من عملي كون مدرستي تبعد ساعة عن سكني، ولدي 3 أبناء 2 في المدرسة، و1 عمره سنتان ونصف، ولا أستطيع أن أشملهم جميعا في الرعاية فالكبرى في الصف الثالث، والثاني في الصف الثاني، وكلهم يعتمدون علي، والضحية الابن الأصغر.

فأتمنى أن تجدوا لي حلاً حتى أنظم وقتي في دراستهم وتحفيظهم للقرآن وتغذيتهم، والاهتمام بالطفل الصغير؛ لأنه متضايق من عدم الاهتمام به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأرجو أن لا تكوني قلقة حول هذا الأمر، فلا أعتقد أن لديك مشكلة حقيقية في تنظيم الوقت، لكن قلقك يتأتى من أنك تحاولين أن تعطي وقتًا أطول وأكبر لأولادك، وهذا توجه جميل، لكن لا تحسي بالذنب حيال هذا الأمر، لأنه لديك التزامات في وظيفتك والتزامات زوجية، وهنالك التزامات اجتماعية، ولا بد أيضًا أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، فلنفسك عليك حق.

الذي أنصح به هو أن لا تكوني مشغولة بهموم المنزل حينما تكونين في العمل، افصلي بين الاثنين تمامًا بقدر المستطاع، وبعد أن تأتي للبيت، وتأخذي قسطًا معقولاً من الراحة، ويتم تناول وجبة الغداء، هذه فرصة طيبة أن تجلسي مع أطفالك وأن تلاعبيهم، وأن تراجعي معهم الدروس.

أما بخصوص تحفيظ القرآن، فلا شك أنه أمر مهم وضروري، وأعتقد أن زوجك الكريم لا بد أن تكون له إسهامات في هذا السياق، وكذلك الشؤون التربوية الأخرى.

تحفيظ الأبناء للقرآن في المسجد دائمًا أفضل؛ لأن الطفل خاصة الذكر يفضل أن يتلقى دائمًا من الرجال – هذا أفضل – وفي نفس الوقت تتاح له فرصة للاختلاط بالأطفال الآخرين، والحمد لله تعالى الآن توجد مراكز للتحفيظ فيها توجهات تربوية وسلوكية راقية جدًّا، ولا بد أن يعطى الطفل الفرصة لأن يلعب، وهنالك بعض الجوائز البسيطة والمحفزة للأطفال، فأعتقد أن هذا الأمر يمكن ترتيبه على هذا السياق.

أنا أركز أنك من الضروري أن تنامي مبكرًا ليلاً، وأعرف أن ذلك صعبًا نسبة لوجود الطفلة الصغيرة، لكن علّميها أن لا ترضع أو تطلب أي طلب في أثناء الليل، وهذا سوف يساعدك كثيرًا، لأنك حين تنامين نومًا مبكرًا وعميقًا وجيدًا لا بد أنك سوف تكتشفين أن طاقاتك في الصباح ممتازة جدّا.

لا تنزعجي أختي الكريمة، فمجرد اهتمامك بهذا الأمر في حد ذاته يدل على يقظة ضميرك، ويدل على أنك حريصة على بيتك وأبنائك وعملك ودينك، وهذا يجب أن تُشكري عليه، فاجتهدي وأسأل الله أن يوفقك، ولا بد أن يساهم زوجك الكريم معك في التنشئة والتربية كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك ولأبنائك وزوجك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً