الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضحك بدون مبرر وأعاني من الوسواس القهري؛ فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضحك من غير سبب في كل المواقف، أضحك في الأحزان وفي الأفراح، ضحكا خارج نطاق العادة، عند مقابلة الناس أو حال التحدث معهم، المصيبة الكبيرة أنني أضحك في الصلاة بدون سبب، لذلك يصعب علي حضور الصلاة في المسجد، لا أعرف أتكلم مع أي أحد من الناس بسب هذا الضحك الدائم.

عند التحدث مع شخص بغضب أشعر بالرعشة، وعندما يلمسني أي أحد بدون وعي أشعر بالرعشة والخضة، وأشعر دائما بالاكتئاب والحزن الشديد.

أرجو الرد السريع لأنني أشعر بكل هذه الحالات منذ 7 سنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

بعد قراءة رسالتك بتمعن يخطر في البال ثلاثة احتمالات أساسية لأسباب ما وصفت:

أولا: إن كنت تتعاطى بعض الأدوية أو المواد، فيمكن لهذا أن يفسر تقلب العاطفة والمزاج عندك، وخاصة ما فيها من الضحك غير المسيطر عليه، وأنت أدرى إن كنت تتعاطى بعض المواد أو بعض المخدرات، وهذا طبعا اقتراض مني، أرجو المعذرة إن كنت لا تتعاطى شيئا من هذا، ولكنه احتمال يجب أن يخطر في بالي وأنا أقرأ رسالتك.

إذا لم تكن تتعاطى شيئا من هذا، فهناك الاحتمال الثاني: وهو حالة مما نسميه "الهوس الاكتئابي" حيث الهوس يفسر مثل هذا الضحك غير المبرر، وغير المسيطر عليه، ولسبب ما في داخلك لا تدركه طبعا تجد نفسك تضحك مع أن الموقف لا يستوجب الضحك كأن تكون في الصلاة، أو في الأحزان، ولاشك أن هذا يسبب لك الحرج الاجتماعي، والغريب في الأمر أن المعتاد أن لا يشتكي الشخص المصاب نفسه، وإنما يشتكي الناس الآخرون من حوله ممن يجدون غرابة من مثل هذه التصرفات، والاكتئاب يفسر ما ورد في آخر سؤالك من أنك تشعر دائما بالاكتئاب والحزن الشديد.

هناك حالة نادرة نجد فيها كلا العاطفتين معا، الهوس وهو الشعور بالبهجة والسرور والضحك، وفي نفس الوقت نجد الحزن والاكتئاب، ونسميها الحالة العافية المختلطة، وبسبب وجود كلا الحالين من الضحك غير المبرر، وكذلك الحزن الشديد، فهذا الأمر هو المرجح عندي حتى يثبت العكس، وإن كان من الغريب أن يستمر عندك الأمر كل هذه المدة من سبع سنوات.

الاحتمال الثالث: وأذكره من باب استكمال الأمر، وهو نوع من المشكلات النفسية تشبه الذهانات حيث تفترق عواطف الشخص عن الفكر والمنطق، فأمام موقف جدي كالحزن أو الصلاة نجد الشخص يضحك ضحكا لا مبرر له، والغالب في هذه الحالة أن تكون هناك أعراض أخرى أوضح وأكثر إزعاجا من الضحك غير المبرر.

ما العمل الآن؟ إن كنت تتعاطى شيئا، فأنت تعرف ما عليك فعله، وإلا فأنصحك بمراجعة طبيب الأسرة، والذي يمكن أن ينصحك بما عليك فعله من مراجعة طبيب نفسي، وبعد أن يقدر طبيب الأسرة طبيعة المشكلة، وهو سيستفسر منك عن بعض الجوانب الأخرى في حياتك، وفي طبيعة مشاعرك وأفكارك، قبل أن يحدد طبيعة العلاج، والتي تتوقف على طبيعة تشخيص الطبيب.

أنصحك بشدة مراجعة طبيب الأسرة، لأن العلاج قد يكون سهلا في هذه المرحلة، بينما التأخر يزيد الموضوع تعقيدا.

وأرجو أن تخبرنا عن تطور الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً