الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرى خطيبي لا يرضيني... فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في حيرة من أمري: خطبت من شخص خطبة تقليدية وتعلقت به، ولكني الآن أتشاجر معه دائما على أسباب تافهة جدا, أحس في بعض الأحيان أني أختلق المشاكل معه لينفصل عني؛ لأنه ما عاد يرضيني، خاصة عندما أقارن نفسي بصديقاتي، وأرى حبهم لمخطوبيهم، ثم إن مستواي الثقافي أفضل منه بكثير.

أحس بالذنب في بعض الأحيان لأني أفكر هكذا، ولا أدري ما أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك ابنتنا العزيزة أن ما تقومين به من المقارنة هو مبدأ الخطأ الذي جرك إلى هذه التصرفات الخاطئة، وإذا أرت المقارنة الصحيحة فإنه ينبغي لك أن تقارني نفسك بملايين الفتيات والنساء اللاتي يتمنين أن يكون للواحدة منهنَّ خطيب أو زوج، ومع ذلك لا تجد، فهذا هو الأسلوب الأمثل للمقارنة ليعرف الإنسان قدر النعمة التي هو فيها، أما ما تفعلينه فغير صواب بالمطلق.

ثم إنه واضح جدًّا أنك ترتقين بظواهر الصور، فإنك ترين شيئًا يبدو لك وبواطن الأمور قد تكون مثل حالتك أنت أو أشد.

ومن ثم فنصيحتنا لك أن تتجنبي هذا السلوك، وأن تهتمي بالنظر إلى أخلاق هذا الخاطب وديانته، فهما العمدتان اللتان تقوم عليهما السعادة الزوجية، فخلقه به يعاشر زوجته ودينه يمنعه من ظلمها والتقصير في حقوقها، ولا أثر بعد ذلك لما تتوهمين أنت من وجود فارق في المستوى الثقافي أو غير ذلك، فربما كان هذا النقص في زوجك سببًا جالبًا للسعادة في حياتك، فلا يدعوه إلى الترفع عليك أو غير ذلك من الأساليب التي يتعامل بها بعض الأزواج مع زوجاتهم حين يكون الواحد منهم أعلى منها في مستواها، ولا يشعر لها بفضل، فهذا النقص الذي تشعرين بوجوده في زوجك ليس مبررًا لأن ينشأ لديك هذا الشعور وهذا السلوك.

نصيحتنا لك أن تتركي إغضاب هذا الخاطب بهذه الطريقة التي تتكلمين عنها، ومن أهم ما ننبهك إليه أن الخاطب في فترة الخطبة قبل العقد الشرعي لا يزال أجنبيًا عن المخطوبة، ومن ثم فالواجب عليك أيتها البنت العزيزة أن تتعاملي معه كغيره من الرجال الأجانب، فلا يجوز لك أن تختلي به أو تضعي حجابك أمامه، أو تتكلمي معه بكلمات فيها خضوع ولين، ولا بأس بالحديث إذا دعت إليه الحاجة مع الالتزام بالضوابط الشرعية من ترك ما يؤدي إلى الفتنة والفساد.

كوني على ثقة بأنك كلما كنت أكثر التزامًا بهذه الآداب والتعاليم كلما حفظت نفسك وحفظت منزلتك أيضًا في قلب هذا الخاطب، وبطاعتك لله تعالى تحقق لك السعادة على أتم وأكمل وجوهها.

نصيحتنا لك أيتها البنت الكريمة أن لا تفسخي الخطبة وتتركيه لمجرد هذه الأسباب التي ذكرتها، لكن من الناحية الشرعية لا حرج عليك فسخ الخطبة، سواء لهذه الأسباب أو لغيرها، فإن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ويجوز لأحد الخاطبين أن يفسخ ويترك لسبب أو لغير سبب، لكنا لا ننصحك بذلك لما ذكرنا.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً