الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالاستقرار النفسي مع أهل زوجي فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجي تركني وذهب إلى الدراسة في منطقة أخرى، وتركني أعيش مع عائلته، وأنا لا أشعر بالاستقرار النفسي، أحس أني ثقيلة عليهم، ولا أعرف ماذا أفعل؟ لأنه لم يرضَ أن أذهب معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن تقدير الزوجة لظروف زوجها, وصبرها على أهله, واحتمالها لما يمر به من ظروف كل ذلك يدل على وفاء الزوجة, وحبها لزوجها، وكما قيل (من أجل عين تكرم ألف عين) وسوف يقدر لك الزوج هذا الصبر, ويكبر فيك وقوفك معه.

وأرجو أن تعاملي أهل الزوج وكأنهم أهلك, وسوف يبادلونك الإحسان بالإحسان, ولا مانع من مناقشة الزوج بعد مدة في إمكانية اللحاق به -إذا كان ذلك ممكناً-, مع ضرورة أن لا تجعلي السبب هم أهله, بل اجعلي السبب هو الشوق له, ورغبتك في أن تكوني معه دائماً, ولا أظنه يتأخر -إذا كان الأمر ممكناً-.

أما إذا كانت الظروف لا تسمح بذهابك معه, فما عليك إلا الصبر؛ لأن الحياة تضحيات مشتركة, واستمرار الرجل في الدراسة مما يزيد فرص الأسرة في الحياة الكريمة, ونجاحه لكم جميعاً.

ونحن ننصح بأن تطردي الوساوس والأوهام، فلست ثقيلة عليهم, بل أنت غالية؛ لأنك زوجة ابنهم، فاقبلي ممن يحسن منهم, وتجاوزي عن الإساءة -إن وجدت- فإننا ما جازينا من عصى الله فينا بمثل أن نطيع الله فيه, وأبلغ من ذلك قول ربي: { ادفع بالتي هي أحسن السيئة ...}

ولست أدري هل يسمح الوضع بأن تكوني في بعض الأوقات مع أهلك, وتكونين بعض الأوقات مع أهله! علماً بأن الأزواج يفضلون أن تكون الزوجة مع أسرهم؛ لأن الرجل يشعر دائماً أنه المسئول عن زوجته, ولا يريد أن يكلف أهل الزوجة برعايتها بعد أن أصحبت زوجة له, وهذه مسألة نتمنى أن تتفهمها الزوجات.

ولا يخفي على أمثالك أن اصطحاب الزوجة للوهلة الأولى قد يكون فيه صعوبة, وقد يستطيع أن يأخذك معه بعد أن يرتب أوضاعه وأموره، وحتى يحصل ذلك ندعوك إلى أن تشغلي نفسك بالقراءة النافعة, والهوايات المفيدة, واحشري نفسك في مجتمع الصالحات حتى تنتفعي من صحبتهن، وكوني مع أهل الزوج متعاونة, ومحبة لهم، وسوف يبادلونك المشاعر والاهتمام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه, فإن التوفيق بيده, وهو المستعان, وعليه التكلان, ونسأل الله أن يسهل أمرك, وأن يجمع بينك وبين زوجك, وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً