الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخيل والتفكير لساعات طويلة...هل هو طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم.

دائما أعيش مع الخيال, فكثيرا ما أتخيل وأفكر لدرجة قد أصل لساعات, ولكن أفكاري تكون ماذا لو حصل كذا وكذا كيف تكون ردة فعلي، وكيف تكون ردة فعل الآخرين؟ فمثلا أتخيل لو رأيت شخصا ظالما طغى وفسد في الأرض وهو معروف لو رأيته أمامي فماذا سأفعل هل سأقتله أم لا، وإن قتلته أين أذهب ...وهكذا, فمثلا إن أراد شخص إيذائي، فماذا سأفعل، وكيف ستكون ردة فعلي!

كل تخيلاتي وأغلبها تكون في ما هي أو كيف تكون ردة فعلي لو ......, وهكذا.

هل هذه التخيلات تكون طبيعية تأتي لكل إنسان, أم يوجد خلل في شخصيتي لذلك تحدث لي هذا التخيلات؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن التخيلات والاسترسال فيها، وحديث النفس والتحليلات للأفكار التي قد تصل لدرجة أحلام اليقظة، موجودة لدى كثير من الناس، وهي تتفاوت في درجة شدتها، والبعض يأخذها كشيء عابر، أما بعض الناس فتسبب له الكثير من المشاغل.

الوصف الذي ورد في رسالتك يوضح أن التفكير الذي لديك يحمل الجانب التحليلي ولا يخلو من افتراضات وسواسية.

أنت تبني على فكرة ومن ثم تقولي لو حصل كذا وكذا فماذا سيكون رد فعلي، وتبني على هذا وتسترسلي في الخيال، هذا نوع من التفكير الوسواسي البسيط، ولا نعتبره حالة مرضية، لكن حاولي أن توقفي هذه الأفكار بأن تقنعي نفسك بأنه (لا لزوم لها، وأنها لا تخلو من شيء من السخف فلماذا أنجر وراءها، هنالك ما هو أفيد وأفضل وأحسن أن أقضي فيه وقتي وتفكيري).

هذه الطريقة طريقة جيدة لحجر هذا الفكر التخيلي ذي الطابع الوسواسي.

وهنالك بعض التدريبات في مثل هذه الحالات فمثلاً إذا استحوذت الفكرة على الإنسان عليها أن يستبدلها بفكرة أخرى، فمثلاً فيما قلته إذا رأيت شخصًا أمامي فماذا سأفعل: هل سأقتله أم لا، وإن قتلته أين أذهب؟ وهكذا.. هنالك فرضية أخرى وهو أن هذا الشخص الذي أمامك يمكن أن لا تقومي بأي شيء حياله، تتجنبيه هنا فقط وهذا يكفي، تسلمي عليه أو لا تسلمي عليه، هذا يكفي، ليس من الضروري أن تكون الفكرة الافتراضية دائمًا متدققة ومتسلسلة وتشاؤمية في ذات الوقت. استبدليها بفكرة أخرى، أو حقريها وارفضيها وتجاهليها، هذه هي أيضًا وسائل من وسائل العلاج الجيدة.

إذن ما يأتيك من تخيلات نستطيع أن نقول أنها ظاهرة شبه طبيعية، وهي إن شاء الله مرحلية ووقتية وعابرة، ولا يوجد أي خلل في شخصيتك، أود أن أؤكد لك هذا تمامًا.

استثمري وقتك بصورة أفضل، وانخرطي في أفعال وأعمال تشغلك لتقللي من هذا الفكر التخيلي، وحاولي أن تقرئي كتباً معرفية مفيدة، وإن شئت أن تكتبي أيضًا فقد يكون هذا مخرجًا ومتنفسًا جيدًا للحد من الخيال الواهي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً