الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بصدمة كبيرة وخيبة أمل في زوجي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ سبع سنوات لدي طفلان، منذ أسبوع أصبت بصدمة كبيرة وخيبة أمل في زوجي، بسببها لم أعد أثق فيه ، وصرت كثيرة البكاء ودائمة الحزن!

لم أعد أصبر على أخطاء طفلي، لم أعد أشعر برغبة في الأكل ولا الزينة ولا النوم ولا المتعة، يوسوس لي الشيطان بالانتحار والانتكاسة والطلاق وإيذاء أطفالي! أعوذ بالله منه.

لا أتمنى شيئا حاليا سوى الموت، وأستغفر الله العظيم، هل تنصحوني بأخذ دواء مؤقت يعينني على تجاوز أزمتي بأقل الخسائر النفسية أم أن حالتي لا تستدعي دواء، وسأسلو مع الزمن؟

أحب أن أفيدكم وأفيد كل من يقرأ سؤالي أنني استفدت من هذه الحادثة أنه لا أحد يستحق الحب الخالص والثقة الكاملة إلا الله جل جلاله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صابرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن الصدمات النفسية المفاجئة لها تبعات نفسية كثيرة، والأمر يتطلب الصبر ويتطلب العقلانية ويتطلب التوكل، والتوكل هو أمل وعمل، فأرجو أن لا تسيطر عليك الظلامية في التفكير وتنسيك الأشياء الجميلة في حياتك.

أنت الحمد لله تعالى في سن الشباب وقد رزقك الله الذرية والعلم والمعرفة، وكونك في هذه الأمة المحمدية العظيمة، هذا شيء في حد ذاته لا بد أن يُقدّر ولا بد أن نستذكر أن هذه أكبر إيجابية في حياتنا، فلماذا الانتحار يا أختي؟! هذا لا يجوز أبدًا، ومهما كانت الظلمات ومهما كانت الهنّات ومهما كانت السوداوية في التفكير فإن شاء الله تعالى الظلام سوف ينقشع وسوف تنظرين إلى الدنيا بصورة أفضل وأجمل.

استيعني بالله وأكثري من الاستغفار، وابحثي أيضًا عما هو إيجابي في حياتك، حتى زوجك الكريم الذي أخطأ في حقك أرجو أن تنظري إلى ما هو إيجابي نحوه، ومهما كانت هذه الإيجابيات بسيطة، وفي ذات الوقت اسعي وساعديه ليصحح مساره، وخير الخطائين التوابون، مهما أخطأ فباب التوبة مفتوح، والتوبة عظيمة وهي متاحة للإنسان متى ما سعى لها، وأيضًا حين يجد الإنسان من يساعده عليها فهذا أمر جميل، وأعتقد أنك أفضل من يساعد زوجك، هذا من ناحية.

من ناحية ثانية: أريدك أن تشغلي نفسك بأولادك وببيتك، وعليك بالاستغفار وبتلاوة القرآن بانشراح وبتدبر وبتمعن، هذا يساعدك كثيرًا.

مثل الحالة التي تعانين منها أعتقد أنها من حيث العلاج الدوائي تحتاج لأحد مضادات القلق البسيطة، وعقار مثل فلوناكسول الذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، والذي لا يحتاج إلى وصفة طبية يمكن تناوله بجرعة نصف مليجرام، أي حبة واحدة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

أرجو أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهي جيدة ومفيدة جدًّا، وللتدرب عليها أرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت.

في ذات الوقت أرجو أن تدعمي نفسك من خلال التواصل الاجتماعي، هنالك الكثير من الأخوات الصالحات الداعيات يمكنك الجلوس معهنَّ، أيضاً حضور حلقات العلم، مراكز تحفيظ القرآن، هذا كله -إن شاء الله- يجلب لك الفائدة الكبيرة والكثيرة.

هذا الفكر الذي يأتيك، الفكر التشاؤمي الوسواسي يعالج بالتحقير، ويعالج كما ذكرت لك من خلال تذكر الإيجابيات وتدعيمها، وهي كثيرة جدًّا، وعليك بالصبر، وعليك بالاستغفار، ويجب أن تعيشي حياتك الآن بقوة والمستقبل بأمل ورجاء.

هذا الأمر كله الذي أصابك إن شاء الله تعالى عابر، وغدًا إن شاء الله تسعدي وتفرحي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً